يُنفق المهووسون من السعوديين بالحيوانات على علاجها في عيادات التطبيب البيطري أموالاً طائلة، دافعهم في ذلك عشقهم لها الذي يحدو بهم إلى بذل الغالي والرخيص في سبيل شفائها وسلامتها، خصوصاً مع ندرة العيادات البيطرية المتخصصة، إذ بلغ الكشف الطبي على القطط في إحدى العيادات مثلاً مبلغ 200 ريال، فضلاً عن العلاجات و الجرعات الطبية التي تفوق ما يصرفه البشر على أدويتهم. ويكشف أحد الأطباء البيطريين من جنسية عربية يمارس مهنته خارج العيادة، حقيقةً مفادها أن هناك إقبالاً وعناية فائقة من الشبان والشابات الذين ينفقون مبالغ باهظة على حيواناتهم كالقطط أو الكلاب، قد تصل إلى إجراء جراحات تجميلية لها، فضلاً عن العناية الطبية والكشفيات والجرع العلاجية المطلوب متابعتها. ويقول أحد مربي الحيوانات في السعودية ومرتادي العيادات البيطرية سامي عبدالسلام «إنه غالباً ما أصطحب هِرتي إلى العيادة البيطرية لأجد أن هناك تفاوتاً في الأسعار ما بين 100 و 200 ريال، وذلك بحسب طريقة التشخيص وموقع العيادة الجغرافي، وذلك السعر يفرضه أصحاب العيادة نظراً لندرتها». وأضاف: «غالبية تلك العيادات تعالج الحيوانات بواسطة الإبر العلاجية التي تتراوح أسعارها من 150 إلى 270 ريالاً، و لا يجد كثير من المهووسين بحيواناتهم سوى الرضوخ والتسليم إزاء هذه المغالاة، ودفع المبلغ حتى لا يخسروا الحيوانات الأليفة التي يسعدون بوجودها معهم». والأمر يختلف مع المنعمين من الطبقات المخملية الذين لا يترددون في دفع مبالغ طائلة للعلاج من دون مفاصلة، ومع أن الأقل يسراً في الحال من أولئك يشكون من غلاء الأسعار لدى تلك العيادات، إلا أنهم في النهاية لا يترددون في دفعها، وذلك ما ينطبق على ماجد الصالح وهو من الشغوفين بتربية القطط، ويقول:» قلة العيادات البيطرية تجعل منا مضطرين لدفع ما تقرره العيادات الخاصة إذ تصل أسعار التطعيم الدوري للقطط من 150 إلى 270 ريالاً، عدا بعض المصاريف التجميلية، مثل تقليم الأظافر مع الاستحمام، الذي تبلغ كلفته 75 ريالاً، وفندقة الإناث بقيمة 35 ريالاً». وأجمع عدد من مرتادي العيادات البيطرية بأن حجم ما يصرفونه من مرتباتهم الشهرية لا يقل عن 15 في المئة، وهم في الأغلب لا يتجاوز متوسط مدخولاتهم الشهرية سبعة آلاف ريال، وطالب أولئك بأن تتولى وزارة الصحة أو الجهة المختصة بالتعاون مع هيئة الحياة الفطرية توفير مركز أو عيادات متخصصة، برسوم رمزية. وأوصى أحد بائعي الحيوانات الأليفة «رفض الإفصاح عن اسمه» عشاق تربية الحيوانات الأليفة بجملة من الوصايا، بغية حياةٍ صحية أفضل لحيواناتهم، منها وضع الكلفة السنوية لتغذية الحيوان الأليف، والحاجة الدائمة لمراجعة العيادات الطبية على فتراتٍ متقاربة، مع ضرورة تخصيص مبلغٍ مناسب للتطعيم السنوي والوقاية من الأمراض، والتي يتولى تنفيذها الطبيب البيطري.