وافق مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين خلال اجتماعه غير العادي أمس في مقر الأمانة العامة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي (سودانى الجنسية) رئيساً لبعثة مراقبي الجامعة العربية التي ستتوجه إلى دمشق، ورحب المجلس بالتوقيع على بروتوكول المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الذي تم أول من أمس بين الأمانة العامة وسورية. كما أكد الأهمية القصوى لالتزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل لبنود البروتوكول من أجل تحقيق الهدف المتمثل في توفير الحماية للمواطنين السوريين العزل وإنجاح خطة العمل العربية في إطار الحفاظ على أمن ووحدة سورية وتجنيبها التدخلات الخارجية. وأكد نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي في تصريحات صحافية في اختتام الاجتماع أن مجلس الجامعة تدارس التطورات في سورية عقب التوقيع. وقال إن المجلس وافق على تعيين الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي وهو شخصية عسكرية وديبلوماسية سودانية وعمل منسقاً بين الحكومة السودانية وقوات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور برئاسة بعثة الجامعة إلى سورية. وأضاف أن الدابي سيأتي إلى القاهرة قريباً للقاء الأمين العام للحصول على التوجيهات اللازمة والتعرف إلى مهام البعثة على أن يتوجه إلى دمشق خلال أيام. وعبر بن حلي عن أمله في أن يكون عمل البعثة بداية لتنفيذ المبادرة العربية التي تحظى بدعم دولي خاصة من الأممالمتحدة والعواصم الدولية الكبرى التي رحبت بالجهد العربي، معبراً عن أمله في أن يكون الحل العربي للأزمة السورية هو الطريق للخروج من الوضع الراهن في سورية بعيداً عن أي تدويل. من ناحية أخرى صرح مندوب قطر رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة السفير صالح بن عبد الله البوعينين أن هناك حرصاً عربياً على إنجاح المبادرة العربية والحفاظ على وحدة واستقرار سورية أرضاً وشعباً، باعتبار سورية من الدول المؤسسة للجامعة العربية. وقال إن البعثة ستباشر مهامها في إطار البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية والذي تم التوصل إليه بعد عشر اجتماعات لوزراء الخارجية العرب. وأشار البوعينين إلى أن مجلس الجامعة استمع إلى تقرير من الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي حول نتائج زيارته إلى بغداد والترتيبات العراقية لاستضافة القمة العربية في بغداد في آذار (مارس) المقبل. وأكد المندوب القطري أن هناك حرصاً عربياً على عقد القمة العربية العادية في بغداد في موعدها نظراً لأهمية التطورات التي تشهدها المنطقة. إلى ذلك تستعد قوى معارضة سورية لإعلان «جبهة تحرير سورية» بجناحيها السياسي والعسكري في حال فشل مهمة بعثة المراقبين إلى سورية، مشيرة إلى أن «جبهة تحرير سورية» لن تكون بديلة عن «الجيش السوري الحر»، بل هي منتمية وداعمة له. وقال المنسق العام لتنسيقية أبناء الجالية السورية في القاهرة النائب السابق محمد مأمون الحمصي ل «الحياة»: إن الشعب السوري يعيش ظروفاً مأسوية نتيجة التعنت من قبل النظام السوري. وحول تشكيل الجبهة أوضح أنها من العشائر، وضباط من الجيش السوري وشباب من الثورة وصلوا بالفعل إلى القاهرة ممن خرجوا من السجون بعد التعذيب والاعتقال التعسفي. وقال الحمصي إن هذه الجبهة أصبح تشكيلها «حاجة ملحة بسبب فشل المعارضة وإفشالها من مواكبة الثورة وإن دستور هذه الجبهة هو خطاب الشعب السوري وصرخاته ونداءه». وأضاف: «نحن ندرس كل الاحتمالات: وهناك خيارين إما نطلق الجبهة من مصر أو من ليبيا، وإذا لم يسمح لنا كجناح سياسي العمل سننتقل إلى السرية والى مكان آخر».