براغ – أ ب، أ ف ب – توفي في براغ امس، الرئيس السابق فاتسلاف هافل، وهو كاتب مسرحي قاد «الثورة المخملية» في تشيكوسلوفاكيا عام 1989، مسقطاً النظام الشيوعي. وأعلنت سابينا تانسيفوفا، الناطقة باسم هافل، أن الأخير توفي خلال نومه في منزله الريفي شمال تشيخيا، حيث انتقل بعد تدهور صحته، منذ استئصال جزء من رئته اليمنى عام 1996، لوقف انتشار سرطاني. وأشارت تانسيفوفا الى أن زوجة هافل، داغمار، كانت الى جانبه لحظة وفاته، إضافة الى راهبة رعت الرئيس السابق في الشهور الأخيرة. وكان هافل (75 سنة) مدخناً شرها، ما جعله يعاني مشاكل في التنفس، خلال اعتقاله في السجون الشيوعية. وبعد أربعة عقود من الحكم الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا، قاد هافل «الثورة المخملية» عام 1989، تزامناً مع ثورات في دول أخرى من منظومة «حلف وارسو»، أدت الى انهيار الأنظمة الموالية للاتحاد السوفياتي، وانتهاء حقبة الحرب الباردة بين الجبارين. وكان هافل أول رئيس منتخب لتشيكوسلوفاكيا، وقاد عام 1993 الانفصال الودي بين جزءيها، تشيخيا وسلوفاكيا، لكن شعبيته تراجعت، إذ اكتشف شعبه صعوبات التحوّل الديموقراطي بعد عقود من الحكم الشمولي. وتحوّل قول هافل: «يجب أن تنتصر الحقيقة والحب على الأكاذيب والحقد»، شعاراً ثورياً له، على رغم إقراره بأن «القدر والتاريخ جعلا حياته مغامرة، إذ لم أسعَ الى ذلك». وبرز هافل بعد الغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، وسحق ما عُرف ب «ربيع براغ» الذي قاده ألكسندر داوبتشيك وشيوعيون ليبراليون. وحظّر النظام مسرحياته العبثية، سعياً الى وأد أي نفحة تمرد. لكن هافل واصل الكتابة، مصدراً مسرحيات اعتُبرت، مع التي كتبها المنشق السوفياتي أندريه ساخاروف، الأبرز في تشريح ما أنزلته الشيوعية بالمجتمع والفرد. وُلد هافل في براغ في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1936 لدى عائلة ثرية فقدت أموالها بسبب التأميم، بعد تسلّم الشيوعيين السلطة عام 1948. بدأ نشاطه السياسي مطلع عام 1977، حين شارك في صوغ «ميثاق 77» الذي يتحدى الشيوعيين، وسُجن أربع سنوات، كتب خلالها رسائل الى زوجته الأولى أولغا، تحوّلت أحد أبرز أعماله بعنوان «رسائل الى أولغا». في 29 كانون الأول (ديسمبر) 1989، انتُخب هافل رئيساً لتشيكوسلوفاكيا، لكنه استقال عام 1992 بعد انشطار البلاد الى جزأين: تشيخيا وسلوفاكيا. رأس تشيخيا بين 1993 و2003، متنحياً قبل شهرين من انضمامها الى الاتحاد الأوروبي، بعد دخولها حلف شمال الأطلسي عام 1999. لكنه أقرّ بفشله داخلياً، على رغم شعبيته خارج بلاده، إذ قضى غالبية فترة رئاسته في صراع حول الإصلاحات الديموقراطية، ضد الخبير الاقتصادي اليميني فاتسلاف كلاوس الذي خلفه في الرئاسة عام 2003. واعتبر الأخير هافل «رمز الحقبة الجديدة للدولة التشيخية»، كما وصفه رئيس الوزراء التشيخي بيتر نتشاس بأنه «رمز لجمهوريتنا ووجهها في الخارج». أما رئيسة وزراء سلوفاكيا إيفيتا راديكوفا فقالت إن هافل «فتح أبواب العالم بعد 1989»، فيما اعتبرته المستشارة الألمانية أنغلا ميركل «أوروبياً عظيماً».