من أبرز البرامج التلفزيونية التي تعرضها القناة المغربية الثانية «دوزيم»، برنامج «مسار» الذي يقدمه الإعلامي عتيق بنشيكر ويستعيد من خلاله لحظات مشرقة من حياة فنانين مغاربة طبعوا المسار الفني بأعمالهم الخالدة مثل أمينة رشيد ومحمد المزكلدي وعبد القادر وهبي وسواهم... كما يسلط الضوء على رجال ونساء أثروا الحياة الاجتماعية المغربية بأعمالهم الجديرة بالثناء، في محاولة لتعريف الأجيال الجديدة بالأجيال التي سبقتهم. وإذا بحثنا في البرامج التلفزيونية المغربية التي أثّرت في جيل بكامله في ثمانينات القرن العشرين، يطل برنامج «عمي إدريس» الذي أضحى بالنسبة الى بعضهم بمثابة «أيقونة» برامج الأطفال في المغرب. إذ كان في تلك الفترة على كل شفة ولسان واستطاع أن يحقق حضوراً كبيراً في عالم الأطفال لمضمونه الترفيهي التربوي العميق. من هنا لم يكن غريباً أن يحل أخيراً «عمي إدريس» أو الفنان إدريس كريمي ضيفاً على برنامج «مسار» لمعرفة المسار الذي قطعه كريمي بعد توقف برنامجه عن البث، وهل هناك مجال الآن لإعادته إلى الوجود في حلة جديدة بغية ربط الماضي بالحاضر في إطار تربوي وفني متكامل. تميزت الحلقة بحنين موجع إلى الماضي، فتحدث كريمي عن سيرته الفنية منذ كان يافعاً يقدم إلى جانب الفنان المغربي الراحل ادريس العلام برنامجه «باحمدون» الخاص بالأطفال عام 1958، قبل ان ينتقل عام 1963 إلى الفن المسرحي من طريق بوابة مسرح الهواة، ومنه إلى المسرح الغنائي الخاص بالطفل، ليحقق نجاحاً بعد كل هذه التجارب في برنامج «عمي ادريس». وتطرق كريمي الى مسيرته الفنية بعد توقف برنامج «عمي ادريس» مركزاً خصوصاً على تجاربه المسرحية والسينمائية، والأدوار التي أسندت إليه. وهي أدوار لاقت استحساناً لدى الجمهور سواء المغربي منه أو الأوروبي، منها مثلاً مشاركته في فيلم «خيول الحظ» للجيلالي فرحاتي، ما أثنى عليه الممثل المغربي المعروف مهدي الوزاني والكاتب والناقد السينمائي محمد سكري خلال شهادتهما في سياق الحلقة. وتحلق في هذا اللقاء حول «عمي إدريس» عدد من الذين عملوا معه في فرقته التلفزيونية مثل عبداللطيف الورادي وحبيبة رفيق ومحمد عاقيل، ما أعاد الى أذهان كثر أغنيات خاصة بالبرنامج، و «اسكتشات» جمعت أفراد أسرة «عمي إدريس» وجيرانهم. ولم يقتصر الحضور في هذه الحلقة على الجانب الفني، إنما استضاف البرنامج أيضاً شقيقة كريمي التي تحدثت عن ولعه بالفن منذ صغره. وكما عادة البرنامج تخللت هذه الشهادات والحديث مع الضيف فقرات غنائية، إضافة الى مشهد فني فكاهي بغية إضفاء جو من المتعة الفنية التي تجمع بين الطرب والمرح.