حذت فرنسا أمس، حذو بريطانيا وبلجيكا في تعزيز اجراءات الأمن في مطاراتها للرحلات المتوجهة الى الولاياتالمتحدة، استجابة لطلب واشنطن التي تخشى هجمات ارهابية انطلاقاً من مطارات في اوروبا والشرق الأوسط، باستخدام قنابل جديدة متطورة قد ينقلها «جهاديون» يحملون جوازات سفر اميركية او اوروبية وسبق ان شاركوا في القتال بالعراق وسورية. ولم تكشف المديرية العامة للطيران المدني الاجراءات الاضافية «لأسباب تتعلق بالسرية»، موضحة انها ستطبق بدءاً من الاثنين او الثلثاء، و «تشمل فترة الصيف، مع مراعاة التسبب بأقل ازعاج ممكن للمسافرين رغم انها قد تؤخر رحلات». وقالت مصادر متطابقة ان الاجراءات ستترجم خصوصاً في تكثيف عمليات المراقبة، علماً ان فرنسا تسيّر 43 رحلة الى الولاياتالمتحدة يومياً، انطلاقاً من مطارات رواسي شار ديغول وأورلي في باريس ونيس ومرسيليا وتاهيتي ومارتينيك وغوادلوب. ولفت نجاح الفرنسي إرفيه كواسنو، الملقب ب «الشاعر المتسلق» والمعروف بمحاولاته دخول أماكن محظورة أو رمزية، في الصعود الى متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية في مطار رواسي شارل ديغول بباريس من دون تذكرة سفر. وهو أوقف حين أراد أحد الركاب الجلوس مكانه، بعدما حجزت مقاعد الطائرة كلها». وقال كواسنو (56 سنة): «تخطيت كل حواجز التفتيش من دون بطاقة صعود إلى الطائرة بهدف تسليط الضوء على ثغرات عمليات التدقيق الأمني»، علماً انه دور مرافق لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لتنفيذ هذا الأمر. واعتبرت بريطانيا اول دولة أعلنت تعزيز اجراءات الأمن في مطاراتها اول من امس، من دون ان تكشف تفاصيلها، إذ اكتفى رئيس الوزراء ديفيد كامرون بالقول: «نتخذ هذه القرارات استناداً الى معطيات نملكها في اطار التعاون مع شركائنا». وفي بلجيكا، أعلن وزير الداخلية جويل ميلكيه تشديد المراقبة على «التجهيزات الالكترونية واجهزة الكومبيوتر والهواتف النقالة والأجهزة اللوحية». على صعيد آخر، طلب قائد شرطة نيويورك، بيل براتون، من رجال الأمن الذين يعملون في المكاتب مغادرتها خلال فصل الصيف، للمساعدة في تعزيز أمن احياء في المدينة ضمن «خطة خفض العنف الصيفي». ولم يحدد رسمياً عدد الشرطيين المعنيين بهذا البرنامج الذي يستمر 90 يوماً، لكن براتون أشار الى 400 عنصر في بريد داخلي ارسله الى مساعديه في 30 حزيران (يونيو) الماضي، فيما تضم شرطة نيويورك حوالى 35 ألف عنصر. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «هذا الرقم هو الأعلى منذ 20 سنة لعناصر يرسلون لتنفيذ دوريات قصيرة المدى في الشوارع». وقال الناطق باسم الشرطة بأن «البرنامج لا يزال يخضع الى تقويم حول عدد الاشخاص والوحدات التي سيكونون في عدادها، وكذلك المناطق التي يمكن نشرهم فيها». ويأتي تعزيز العناصر على الأرض، في وقت زادت عدد حوادث اطلاق النار بنسبة 8.1 في المئة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية في نيويورك، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي (من 482 الى 521).