لندن - «الحياة»، أب، ا ف ب - مطارات معطلة، قطارات متأخرة، مدارس مغلقة، ركاب ينتظرون في العراء او يفترشون ارض المطارات بانتظار وسيلة تنقلهم للاحتفال باعياد نهاية السنة مع عائلاتهم. هكذا هي حال معظم بلدان الشمال الاوروبي منذ ضربتها العاصفة الثلجية السبت الماضي، والتي تقول مصلحة الارصاد الجوية البريطانية ان بريطانيا لم تشهد مثيلاً لها خلال مئة عام وان شهر كانون الاول (ديسمبر) الحالي سيدخل التاريخ كالشهر الاكثر برودة. واثارت انتقادات الركاب العاجزين عن السفر ردود فعل غاضبة من المفوضية الاوروبية. وعبر المفوض الاوروبي لشؤون النقل سيم كالاس عن «قلقه الشديد ازاء مستوى الاضطرابات التي سببتها الثلوج بالنسبة الى السفر في أوروبا. هذا امر غير مقبول ويجب الا يحصل مجدداً». وقالت مصادر اوروبية ان الازمة قد تدفع الى اعتماد تشريعات جديدة تلزم المطارات بتأمين خدمات حد ادنى خلال الاحوال الجوية السيئة. من جهته اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه عرض على سلطات مطار هيثرو، اكبر المطارات الاوروبية، مساعدة الجيش لتسهيل العمل، حيث مئات المسافرين عالقون منذ ايام عدة، لكن سلطات المطار قالت انها قادرة على معالجة الازمة بنفسها. واعلن كاميرون ان المدرج الثاني في المطار سيفتح مساء الثلثاء (أمس). واوضح ان «مناقشات مكثفة» تجري بين ادارة المطار ووزير النقل فيليبس هاموند لضمان استئناف حركة النقل في اقرب وقت ممكن. وكان الركاب امضوا ليلتهم في مطار هيثرو حيث تزامن تساقط الثلج بشكل استثنائي في مثل هذا الوقت من السنة مع تدفق المسافرين لتمضية عطلتي الميلاد ورأس السنة. وعمل مطار شارل ديغول شمال باريس طوال ليل الاثنين الثلثاء. ولم يتمكن حوالى ثلاثة الاف مسافر من الوصول الى هذا المطار في اوقات المقررة لرحلاتهم. وفي لندن اصطف آلاف الركاب وسط الصقيع على مسافة اكثر من كيلومتر حول محطة سان بانكراس وسط لندن، في انتظار قطار «يوروستار» الذي يربط لندن بكل من باريس وبروكسيل. وعزت الصحافة البريطانية اسباب هذه الفوضى الى تنظيم سيء وحمّلت الحكومة المسؤولية متسائلة «لا نزال من دون اي كلمة من رئيس وزرائنا كاميرون الذي لا يظهر». وكتبت صحيفة «ذي اندبندنت»: «الإحراج الوطني تحول إذلالاً». وفي فرنسا، استؤنفت حركة الملاحة تدريجاً مع تأخير بلغ حوالى 50 دقيقة في مطاري رواسي واورلي. وامضى حوالى ثلاثة الاف مسافر ليل الاثنين الثلثاء في رواسي فيما قامت شركة «ار فرانس» بتأمين وصول اربعة الاف راكب الى فنادق. واعلن رئيس شركة «ار فرانس – كي ال ام» بيار هنري غورجون ان العاصفة الثلجية كلفت الشركة خلال نهاية الاسبوع الماضي ما بين 15 و20 مليون يورو وقال ان الاضرار طوال كانون الاول تصل الى 35 مليون يورو. وفي المانيا اعلن ناطق باسم مطار فرانكفورت، الذي يعتبر ايضا بين اكبر مطارات اوروبا، ان الرحلات الجوية استؤنفت صباح امس لكن تعين الغاء 300 رحلة من اصل 1300. وفي بروكسيل سُجّل نقص في سائل اذابة الجليد فيما كانت شاحنات التسليم عالقة بسبب الثلوج ما يهدد حركة الملاحة الجوية الى جانب عوامل سوء الاحوال الجوية. وتم الغاء رحلات الى المانيا وعبر الاطلسي. وتسببت موجة الصقيع بوفاة شخص في بلجيكا وبجريمة في المانيا حيث قام رجل بقتل جاره بضربات رفش بعد خلاف حول ازالة الثلوج من طريق مشترك بين منزليهما. وعانت ارلندا من اقسى عاصفة ثلجية منذ اربعين عاماً واغلق مطار العاصمة دبلن بسبب عجز السلطات عن ازالة الثلج عن المدارج. فيما ازدهرت حركة النقل بين بريطانيا وارلندا بالبواخر التي سجلت كثافة في الركاب شبيهة بتلك التي عرفتها خلال انتشار رماد البركان الايسلندي في سماء اوروبا في نيسان (ابريل) وايار (مايو) الماضيين.