علمت «الحياة» في صنعاء أن ما بات يعرف ب «لجنة السفراء السبعة» التي تضم إلى جانب موفد الأممالمتحدة جمال بن عمر سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، ويرئسها بصورة غير رسمية السفير الأميركي جيرالد فيرستاين، قدمت أخيراً اقتراحات إلى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وطرفي حكومة الوفاق الوطني تتضمن «خريطة طريق» لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتوحيد ودمج وحداتها المختلفة (البرية والجوية والبحرية) بما فيها قوات الفرقة الأولى المدرعة المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وقوات الحرس الجمهوري التي يرأسها نجل الرئيس العميد أحمد علي عبد الله صالح، بما يحقق استقلالها وحيادها وعدم الزج بها في الصراعات السياسية وإعادة نشرها خارج المدن الرئيسة وتحديد طبيعة مهامها الدفاعية والعسكرية مستقبلاً. وكانت آلية تنفيذ المبادرة الخليجية تضمنت تشكيل لجنة عسكرية تتولى مهمة سحب القوات المسلحة ومسلحي طرفي الأزمة من المدن، وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلد، ومنع أي مواجهات أو مظاهر عسكرية، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بما يضمن توحيدها وتبعيتها لوزارة الدفاع، وعدم الزج بها في الصراع السياسي. وقالت ل «الحياة» مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء إن مقترحات «لجنة السفراء» هدفها مساعدة اللجنة العسكرية في إنجاز مهمتها بصورة سريعة وعملية، وتوفير الأجواء السياسية بما يمنع أي صدام بين وحدات الجيش مستقبلاً، وممارسة الضغوط على جميع الأطراف، وفي مقدمهم الرئيس علي صالح الذي لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في معظم تشكيلات ووحدات الجيش، واللواء الأحمر الذي يقود القوات المنشقة، ليتعاونوا مع اللجنة العسكرية التي يرأسها نائب الرئيس لجهة إنجاز مهماتها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 شباط (فبراير) المقبل. وأضافت المصادر نفسها إن الهدف من «خريطة الطريق» المقترحة من «لجنة السفراء» يتمثل في الحد من نفوذ الأشخاص على الجيش، وإخراج الوحدات الضاربة من المدن وفي مقدمها العاصمة صنعاء، وتحديد مهماتها الدفاعية، بالإضافة إلى دورها في مكافحة الإرهاب وبسط نفوذ الدولة اليمنية على جميع أراضيها. وفي هذا السياق حضر الموفد الأممي بن عمر أمس اجتماعاً للجنة العسكرية عُقد برئاسة هادي في صنعاء، حيث قالت المصادر انه قدم في الاجتماع شرحاً ل «خريطة الطريق» المقترحة من السفراء. وذكرت «وكالة الأنباء اليمنية» الرسمية أن بن عمر «طالب الجميع بالامتناع عن انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العنف والقوة، وأكد ضرورة استكمال خطة التسوية السياسية المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة». وأضافت الوكالة إن هادي طلب من اللجنة العسكرية البدء في إنهاء المظاهر المسلحة وإزالة المتاريس وإخراج المسلحين من العاصمة بدءاً من السبت المقبل، وقال: «نؤكد ضرورة إنهاء جميع تلك المظاهر وعودة الجميع إلى مواقعهم السابقة، وان تتحمل وزارة الداخلية المسؤولية الأمنية، على أن تبدأ السبت المقبل عملية تنظيف واسعة للشوارع والطرقات وفتح الطرقات المقطوعة أينما وجدت وإصلاح أنبوب النفط وإعادة التيار الكهربائي من محطة مأرب الغازية، ولا يجوز أن تظل العاصمة والمدن الأخرى رهينة أعمال طائشة وغير مسؤولة من أينما جاءت». وأكد نائب الرئيس أن «الوضع في العاصمة صنعاء لا يسر صديقاً ولا عدواً، فهي مقسمة والمتاريس والعربات العسكرية تملأ الشوارع التي تعج بالميليشيات والقبائل من جميع الأطراف».