أوضح الأديب والناشر عبدالله الماجد أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة في صناعة الطباعة والنشر بعد لبنان ومصر، مشيراً إلى أنه منذ نصف قرن شهدت الرياض العاصمة إنشاء أول مطبعة فيها، وهناك علاقة وثيقة بين قيام صناعة الطباعة ونشوء دور النشر، لكن هذه الصناعة في حينها لم تكن مؤهلة للقيام بطباعة الكتب التي تتطلب توافر العوامل المساعدة في صناعة الكتاب كالنواحي الفنية للإعداد والإخراج». وقال الماجد في محاضرة عقدت على هامش معرض بيروت للكتاب ضمن البرنامج الثقافي للملحقية الثقافية السعودية وأدارها الأديب حمد القاضي، أنه تم إنفاق مليارات الريالات في قطاع الطباعة من القطاع الخاص لتصبح صناعة مربحة لا تقل عن أي صناعة أخرى، ورأى أن قطاع صناعة الطباعة في المملكة لا يقل عن أي قطاع صناعي قائم في المملكة، بل إنه أصبح من القطاعات الجاذبة. وأضاف صاحب «دار المريخ للنشر» أن قطاع الطباعة شهد قفزات سريعة من الناحية الفنية والكمية فقد نما عدد المطابع من 179 مطبعة في عام 1976 إلى 537 مطبعة في عام 1403ه ، والآن تضاف العدد إلى أكثر من 1500 مطبعة. القصة السعودية في القرن العشرين وفي محاضرة أخرى في إطار البرنامج الثقافي نفسه، تحدث كل من الدكتور حسن حجاب الحازمي وهيفاء الفريح عن القصة السعودية في القرن العشرين، وبدأها الحازمي بمدخل تاريخي معدداً مراحل القصة في المملكة بثلاث مراحل، أولها البدايات من 1926 إلى 1946، ووصفها بالمتعثرة وشهدت محاولات متفرقة لا تكرس الكاتب منقطعاً لفن القصة، «إذ نجد أغلب الأدباء السعوديين قد حاول كتابة القصة القصيرة فضلاً عن التفاوت الزمني في النشر، والتالية هي مرحلة الريادة الفنية وامتدت من 1946 إلى 1977، وقد صدرت فيها المجاميع القصصية وتضمنت القضايا والتحولات في المجتمع حينها، وأخيراً مرحلة النضج الفني والازدهار والتنوع وحددها المحاضر من 1977 إلى 2000، وقد اكتسبت هذه المرحلة نجاحاً كبيراً وأخذت مكاناً مميزاً في تجربة القصة عربياً». أما الفريح فقدمت ورقة بعنوان «رائحة القرية في القصة السعودية» مشيرة فيها إلى أن القرية تشغل حيزاً كبيراً في القصة السعودية لدى الكثير من القاصين، وأنها تعد الفضاء الأثير عند معظمهم - على اختلاف اتجاهاتهم ومناطق ميلادهم. «وقد تجلى هذا الشغف عبر تصوير جل ما يتعلق بالقرية بطريقة حميمية» . واعتبرت المحاضرة أن المكان يكتسب في القصة أهمية ليس بوصفه أحد عناصرها الفنية أو مقراً للحدث وتحرك الشخصيات فحسب بل لأنه يتحول في بعض الأعمال المميزة إلى فضاء يحوي كل العناصر القصصية ويمنحها المناخ الذي تنفعل به.