قراءة التاريخ جيداً تجعلك تعيش الحاضر بثبات وتركض للمستقبل بجدية.. التاريخ يحكي أننا لا ننجح والفرص تمنح لنا.. بل إن نجاحنا مرهون بخدمات يقدمها لنا الغير.. في 2002 لم نكن لنصل لكأس العالم لولا هدية البحرين لنا بفوزها على إيران.. وهذه الهدية أهلتنا للنهائيات وكان الثمن باهظاً خسرنا بالثمانية في أولى المباريات..! في 2010 جاءتنا فرصة التعادل مع البحرين وخسرناها في الوقت الضائع وأضعنا موسمنا الرياضي لأجل كوريا الشمالية وخرجنا صفر اليدين من التأهل.. ولم نقتنع أن هناك مشكلة فحدثت فضيحة كأس آسيا.. وكان الانجاز الوحيد المستفاد من هذا كله هو تغيير الهرم الرياضي... فقط! بعد 3 أشهر تنتظرنا مباراة مع استراليا لابد لنا من الفوز لنتأهل للتصفيات النهائية بآسيا، ولو حدثت المعجزة وفزنا، فسنشهد سلسلة من الأداء الكروي المخجل مع الفرق المتأهلة. إذاً ما الحل؟ ببساطة شديدة... يعترف الاتحاد السعودي أنه بلا منتخب ويصرف النظر نهائياً عن مباراة استراليا ويلعب بالفريق الاولمبي الذي يستعد لأولمبياد لندن وتعتبر مباراة عادية له، ويتفرغ ريكارد لبناء منتخب جديد لكأس آسيا القادم بعد 3 سنوات ولكأس العالم 2018 في روسيا، عندنا منتخب شاب نتأمل منه الكثير... هذا المنتخب يستحق أن نمنحه الكثير ونحافظ على مكوناته لنحصد من خلاله الانجاز والاعجاز. هذا المنتخب وعد الأمير نواف أن يسوق لاعبيه في أوروبا لكن لاعبيه ما أتوا من كولومبيا حتى دخلوا في دوامة عقود محلية وإغراءات سماسرة وروؤساء أندية وخلافه. وهذا يمنحك فرصة لتعرف كيف لمجتمعنا الرياضي أن يعيش. الأندية عندنا تشتكي واللاعبون يشتكون والرئاسة كل شيء بيدها وتكتفي بابتسامات وإلقاء تهم هنا وهناك وكأن الأمر لا يعنيها بشيء. كم اتمنى لو عرف الأمير نواف بن فيصل جيداً أي معاناة يعانيها رئيس النادي من الرئاسة أولاً ومن اتحاد القدم ثانياً. الحكم على الشيء فرع من تصوره وأظن أن قيادات الرئاسة العامة بعيدة كل البعد عن الواقع تماماً... لا يشعرون بمعاناة رئيس نادٍ لا يستطيع صرف رواتب بسبب حقوق مالية تصرفها الرئاسة على شؤونها ومن ثم تفكر في الأندية. أهم شيء ان نضاعف المكافأة حال الفوز وعند الهزيمة نؤمن بالقضاء والقدر! خاتمة ما أكثر الوعود وما أقل الوفاء بها. [email protected]