واشنطن - رويترز، أ ف ب - حذّر الرئيس الأميركي باراك اوباما من أن الولاياتالمتحدة قد لا تقف على ارض صلبة قبل سنوات، على رغم بعض العلامات التي أظهرت أخيراً احتمال تحسّن الاقتصاد الراكد. وفي مقابلة على محطة «سي بي اس» تبث اليوم، سُئل اوباما عما إذا كان استهان بمدى صعوبات إصلاح الاقتصاد عندما أصبح رئيساً عام 2009، وقال: «كنت اعتقد دائماً أن هذا مشروع بعيد الأمد، وإنهاء المشكلات الهيكلية في اقتصادنا، والتي تراكمت خلال عقدين، سيستغرق وقتاً، وربما أكثر من عامين، وسيتطلب أكثر من فترة واحدة، وقد يتطلّب أكثر من رئيس»، مؤكداً انه لم يغدق كثيراً من الوعود على الناخبين عام 2008. وحين تولى اوباما مهماته الرئاسية في كانون الثاني (يناير) 2009، كان الاقتصاد يواجه ركوداً، وخلال حملته، أعطى وعوداً، منها إنعاش الاقتصاد. ولكن ولو خرجت الولاياتالمتحدة من الركود حينها، فهي لا تزال تواجه نسبة بطالة عالية، ما يعرّض اوباما لانتقادات على صعيد ما تحقق في مجال فرص العمل والنمو. ورداً على سؤال عن إمكان تراجع نسبة البطالة، التي تبلغ 8.6 في المئة حالياً، إلى ما دون ثمانية في المئة قبل الانتخابات المقبلة، قال: «هذا ممكن، لكن مهمتي لا تقضي بطرح تكهنات حول الاقتصاد، بل ترتيب الأدوات التي تؤدي إلى ازدهار الاقتصاد والخروج من الركود». ويعدّ تقليص معدل البطالة مفتاح فرص إعادة انتخاب اوباما العام المقبل. أزمة الديون الأوروبية ورحب البيت الأبيض ليل أول من أمس بوجود «مؤشرات تقدّم» في طريق حل أزمة الديون في أوروبا، بعد قمة في بروكسيل أسفرت عن اتفاق على تعزيز الانضباط في موازنة دول منطقة اليورو. وأكد الناطق باسم اوباما جاي كارني، تعليقاً على نتائج قمة بروكسيل، وجود مؤشرات تقدّم، مضيفاً أن «في نهاية المطاف، هي مشكلة أوروبية تحتاج إلى حل أوروبي، ونحن نعتقد أن عليهم حسمها». ورفض كارني التعليق على التباينات بين بريطانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي. ولفت رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إلى اعتقاده بأن «منطقة اليورو تواجه خطراً كبيراً»، محذراً من أن «أي تفكّك قد تكون له عواقب على وزارة الدفاع الأميركية، بل ويهدّد اكبر برامجها للأسلحة». وكشف انه التقى رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي بن برنانكي لساعتين الأسبوع الماضي، بعد زيارة إلى مقر المجلس في نيويورك الشهر الماضي. ويبدو أن تصريحاته تعكس ما اطلع عليه خلال الجلستين، وهو جزء من محاولته للتعرّف الى القضايا الاقتصادية العالمية، التي يُرجّح أن تحدّد قراراته كرئيس لهيئة الأركان. وأكد ديمبسي خلال حفل استضافه المجلس الأطلسي، وهو معهد بحثي يتخّذ من واشنطن مقراً له، أن منطقة اليورو تواجه خطراً كبيراً، وهم اتخذوا بعض الإجراءات في محاولة لتحسين التنظيم، ولكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيجعل المنطقة تتماسك فعلياً». واعترف أنه لا يملك خبرة في الأمور الاقتصادية، وان من النادر أن يعلق رئيس لهيئة الأركان بهذا الإسهاب على قضايا اقتصادية، لكنه أشار إلى أنه قلق من تعرّض الجيش الأميركي لخطر نتيجة تفكك منطقة اليورو. ولفت خبراء إلى احتمال اندلاع أعمال شغب وندرة وسحب للأموال من البنوك في حال تفكك منطقة اليورو، في حين للولايات المتحدة أكثر من 80 ألف جندي في أوروبا وأكثر من 20 ألف موظف مدني. ولفت ديمبسي إلى برنامج المقاتلة «جوينت سترايك اف 35»، وهي أكثر برامج الأسلحة كلفة بالنسبة لوزارة الدفاع الأميركية، والتي تقوم الولاياتالمتحدة بتطويرها مع عدة شركاء، من بينهم بريطانيا وايطاليا. وقال إن «أي أزمة خطيرة في أوروبا قد تجبر الحلفاء على إعادة توزيع الإنفاق الذي كان مخصصاً للطائرة «اف 35»، ما قد يرفع كلفة الطائرات التي تصنعها الولاياتالمتحدة بمفردها، في وقت يتم فيه تقليص موازنات وزارة الدفاع.