شكلت السيرة الذاتية وشروطها محوراً لندوة نظمها نادي القصيم الأدبي أخيراً، وشارك فيها أستاذ النقد والأدب المقارن المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة القصيم الدكتور محروس القللي، بورقة نقدية بعنوان «إضاءات معاصرة في دراسة السيرة الذاتية»، وقام بنقدها، أستاذ الأدب والنقد المشارك بكلية اللغة العربية في الجامعة ذاتها الدكتور حسن طاحون، وأدارها عبدالحليم البراك. استهل الدكتور القللي ورقته بتقديم نبذه يسيرة عن السيرة الذاتية المعاصرة، إذ قال إنها انتشرت بمفهومها المعاصر في الغرب أكثر منه في عالمنا العربي، «وذلك لأن السيرة تعتمد على نوع من الكشف الذاتي، بحيث يلقي صاحبها الضوء على الشخصية والتجربة». وبيّن أن ورقته تلقي الضوء وتطرح تساؤلات عن (الهوية) التي يعني بها الذات على المستوى الفردي والجماعي، «وتتساءل الورقة أيضاً عن (الأبعاد السير ذاتية) في النص، الذي يتمتع بخصوصية تساعدُ في الكشف عن (فضائه)، بسبب أن المشروع السير ذاتي لأي كاتب يحتلُّ مكانةً ظاهرة في كل أعماله، إذ تكشف عن التزامات فكرية وسياسية واجتماعية من ناحية، وعن رؤية واضحة تجاه العالم من الناحية الأخرى». وطبق القللي ورقته على أعمال عدة من السيرة الذاتية العربية، منها «الأيام» لطه حسين، و«حياتي» لأحمد أمين، و«تربية سلامة موسى»، و«أنا» للعقاد. وأكد أن بحثه «أسهم في علاج هذه النصوص في ضوء بعض المناهج، من خلال حدود المصطلح والمنهج، ومستويات تحليل النصوص». وقدّم الدكتور طاحون رؤية نقدية على ورقة القللي، وأوضح أن للسيرة الذاتية هدفين «هما تخليد الشخصية وإثارة بعض العبر»، ثم طرح تساؤلاً عن النصوص العربية التي طبق عليها منهج «فضاء السيرة الذاتية» للمؤرخ الفرنسي فيليب لوجون، وخصّ منها نص «تربية سلامة موسى»: هل تستحق التخليد؟ وهل فيها من العبر ما يفيد الأجيال اللاحقة؟».