أعلنت وزارة الأمن القومي الأميركية أن إجراءات أمنية جديدة ستطبق في أكثر من 12 مطاراً في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط للرحلات المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة، بسبب تنامي المخاوف من عمل إرهابي لمقاتلين أجانب تدربوا في سورية قد يحمل بعضهم جواز سفر أوروبياً أو أميركياً. وبرز التهديد الذي يمثله «جهاديون أوروبيون» اثر إطلاق الفرنسي الجزائري الأصل مهدي نموش الذي قاتل إلى جانب إسلاميين متطرفين في سورية طيلة أكثر من سنة، النار داخل متحف يهودي في بروكسيل 24 أيار (مايو) الماضي، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص. وأوضحت الوزارة أن الإجراءات ستطبق بعد عيد الاستقلال الأميركي اليوم، وستشمل عمليات تفتيش أكثر عشوائية وصرامة ودقة لأحذية الركاب وحقائبهم للتأكد من عدم وجود متفجرات. لكن وزير الأمن القومي الأميركي جي جونسون قال إن «الإجراءات لن تخلق إزعاجات غير ضرورية للمسافرين»، في محاولة لتهدئة مخاوف من حدوث فوضى خلال رحلات عطلة الصيف. وأبلغ مسؤول أميركي محطة «أي بي سي» بأن «التهديد مختلف وأكثر ارتفاعاً من السابق ضد الرحلات الجوية»، مشيراً إلى أن البيت الأبيض عقد الأسبوع الماضي اجتماعاً موسعاً للاستخبارات من أجل بحث الملف». وكشف أن المراجعة تستند إلى معلومات استخباراتية عن «عمل صانعي قنابل من جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية) وتنظيم القاعدة في اليمن معاً لتطوير متفجرات لا يمكن رصدها بأنظمة الفحص المستخدمة في المطارات، وتشبه تلك التي استخدمت في ملابس داخلية ارتداها انتحاري لتفجير طائرة اتجهت إلى ديترويت في 2009، والذي أحبط». وأشار خبراء إلى أن السعودي ابراهيم العسيري المدعو «أبو صالح» (32 سنة)، كبير صانعي المتفجرات في «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» يشكل كابوساً لمسؤولي النقل الجوي وأجهزة الأمن الدولية، بعدما أفلت مرات في السنوات الماضية من غارات عدة شنتها طائرات أميركية بلا طيار جنوب اليمن لمحاولة تصفيته. وصنع العسيري عبوتين أخفاهما في آلتي حبر طباعة أرسلتا على متن طائرتي شحن إلى شيكاغو في تشرين الأول (أكتوبر) 2010. وهما عبرتا كل أجهزة المراقبة قبل أن تكتشف أجهزة الاستخبارات السعودية العملية عبر مخبر ل «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية أبلغها رقم الرحلة الجوية ورقم الطرد، فضبطت عبوة في مطار دبي والثانية في لندن. وقال كريستوف نودان، العالم المتخصص في الجريمة والخبير في الأمن الجوي: «الخطر الكبير الذي يشكله العسيري هو أنه لا ينفذ محاولتين بالطريقة ذاتها، وهو يستخلص الدرس من إخفاقاته ويسعى إلى إيجاد حيل جديدة». وأفاد تقرير سري لأجهزة الاستخبارات الأميركية نشرته مجلة «نيوزويك» عام 2012 أن «أبو صالح» حاول بالتعاون مع طبيب سوري زرع متفجرات داخل جسم بشري لا يمكن رصدها على الإطلاق. واعقب ذلك إعلان بريطانيا تعزيز إجراءات الأمن في مواجهة «تهديدات جديدة حقيقية». وقال وزير النقل البريطاني باتريك ماكلولين: «اتخذنا إجراءات مناسبة نأمل بألا تسبب تأخيراً كبيراً في الرحلات، فيما يبقى مستوى الإنذار في بريطانيا على حاله عند الدرجة الثالثة من سلم من خمس درجات». وفي هيثرو، المطار الدولي الأول في العالم في عدد المسافرين، لم يشاهد أي انتشار للشرطة ولا صفوف انتظار طويلة أمس. ولفت تحذير السفارة الأميركية في أوغندا من خطر شن هجوم «إرهابي» في مطار عنتيبي الدولي في كمبالا صباح أمس، ما دفع الجيش والشرطة إلى تعزيز وجودهما في محيط المطار، حيث نشرا آليات ثقيلة لكن الوضع ظل طبيعياً في الشوارع. وصرح الناطق باسم الحكومة الأوغندية أفوونو أوبوندو بأن «مستوى الإنذار المرتبط بالإرهاب في أوغندا مرتفع منذ سنة»، مبدياً أسفه لأن الولاياتالمتحدة «بالغت في رد فعلها» لتحذير المسافرين.