حذر مختصون في شؤون الأسرة وأطباء علاج حروق، من تزايد إصابات الأطفال بالحروق خلال فصل الشتاء، التي تتحول إلى «تشوهات دائمة»، مشيرين إلى أن الإصابات «قد لا تكون بسيطة». ولفتوا إلى «غياب الوعي، وعدم التعود على فصل الشتاء لقصر مدته». وأوضحوا أن الإصابة بالحروق تعود إلى أسباب عدة، أهمها «عدم المعرفة التامة في كيفية التعامل مع وسائل التدفئة، ما ينجم عنه إصابات قد تصل إلى مستوى الإعاقات، وتفرز حالة نفسية يصاب بها الطفل، وتستمر معه إلى مرحلة ما بعد البلوغ». وقالت الباحثة في شؤون الأسرة والمجتمع الدكتورة نوف العيسى، ل «الحياة»: «إن الإصابة في الحروق، لا تنجم عن وسائل التدفئة فقط، إلا أنه يكثر التحدث عنها لكثرتها خلال فصل الشتاء، بسبب ضعف الوعي، وعدم التعامل مع وسائل التدفئة بطريقة سليمة. والمشكلة تبدو هنا في أن قوة الإصابة، أي درجة الحروق، تكون أعلى، ولا يمكن التخلص من آثارها إلا بعمليات جراحية تجميلية، فقد يتحول الحرق إلى تشوه أو إعاقة. وهذا ما حدث فعليًا لحالات عدة، لا زالت تخضع للعلاج الطبي والنفسي والاجتماعي». واستشهدت العيسى، بحالة فتاة، تبلغ من العمر 14 سنة، مضى على إصابتها بالحروق سنة ونصف السنة، وكانت في أماكن متفرقة من جسدها، وكانت منطقة الرقبة الأكثر تشوهاً، إذ كانت حروقها من الدرجة الأولى»، مضيفة أنها «عاجزة حالياً عن الحركة في شكل اعتيادي، وأصبحت غير قادة على القيام بمهام عدة، إلا بمساعدة الآخرين»، مبينة أن سبب الإصابة «التماس كهربائي ترك أضراراً متفاوتة على أفراد الأسرة، إلا أن الفتاة كانت الأعلى في حجم الضرر، وتحولت الحروق إلى تشوهات. وستخضع خلال أشهر لعمليات تجميل»، لافتة إلى حالة أخرى لطفل «أصيب بحروق نتيجة سكب ماء مغلي عليه. وكان الماء على المدفأة. ولم تتوقع أمه أن يغافلها طفلها الذي كان نائماً، ويذهب باتجاه المدفأة، ليوقع الماء عليه، وأصيبت رجلاه بحروق. ومن المتوقع أن يستمر التشوه طيلة حياة الطفل، خصوصاً أن المنطقة حساسة. وكانت الحروق من الدرجة الثانية». بدوره، أوضح الاختصاصي في الأمراض الجلدية الدكتور موسى شاهين، أن «معدل الإصابات في الحروق، يختلف من الصيف إلى الشتاء. وبحسب الحالات التي ترد إلى المستشفى، أجد أن الشتاء تكون نسبة الإصابة فيه أعلى، والصيف ليست أقل بكثير، فوسيلة التبريد فيه هي المكيفات، وفي الشتاء المدفأة، وكلاهما يعملان على الكهرباء، ففرصة حدوث حرائق تكون عالية. لكن في الشتاء أعلى بنسبة قليلة عن الصيف، وتكون الإصابات في الشتاء أكثر ضرراً من الصيف. وتتفاوت الأمور بحسب درجة الإصابة، وأسباب الحرق». وحول تحول الحروق إلى تشوهات، أوضح شاهين، أن هذه مسألة «يتعامل معها الأطباء بحسب الأساليب العلاجية الحديثة، وكثيراً ما تتحول الحروق من الدرجة الأولى، إلى تشوهات، وتتفاقم إلى إعاقات، عندما تصيب أماكن حساسة في الجسم، ولا يعود الإنسان قادراً على الحركة، وممارسة حياته في شكل طبيعي».