بدأت موجة البرد القارس تفرض نفسها وتسيطر على المناطق والمدن الجبلية بمنطقة عسير حتى توقع بعض خبراء الأرصاد أن تصل درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، لمدة لا تقل عن 40 يوما، ما أدخل الخوف على سكان عسير الذين هرعوا إلى الأسواق بحثا عن أجهزة التدفئة التي شهدت في المقابل ارتفاعا في أسعارها في وقت قدر فيه بعض المتعاملين في السوق أن تصل المبيعات إلى 50 مليون ريال. وقال محسن الأصفر «بائع» إن هناك إقبالا كبيرا على شراء الدفايات والسخانات من كافة الأنواع وخصوصا الطبية منها والزيتية، نظرا لقلة مخاطرها الصحية وذلك مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة في أبها.وذكر بعض المتسوقين أن الأسعار ارتفعت بالفعل بشكل كبير في ظل الإقبال الكبير على شراء أجهزة التدفئة خوفا من شتاء قارس. وذكر موسى الألمعي أن بعض المتاجر استغلت هذا الإقبال على شراء الدفايات برفع أسعارها بشكل مبالغ فيه،« اشتريت قبل أيام قليلة دفاية زيت ب 350 ريالا، وصل سعرها الآن إلى 490 ريالا ».وأضاف أن بعض المتاجر وضعت لوحات على أبوابها بتخفيضات 20 % و50 % وهذا غير صحيح إطلاقا فهي من أجل جذب المتسوقين. أما محمد الرافعي فأشار إلى أنه جاء لشراء دفاية زيت لأنها الأكثر أمانا في المنزل وخاصة في وجود الأطفال، فهي غير حارقة كما أنها اقتصادية وتدوم طويلا، مشيرا إلى ارتفاع أسعار الفحم والحطب بشكل كبير وخطورته على الصحة جعله خيارا غير مفضل. وذكر يحيى جابر أن موسم الشتاء البارد هو موسم باعة الدفايات والسخانات فالأسعار ارتفعت بنسب تراوحت بين 25 % إلى 45 % مقارنة بعام 2007 ليس بسبب زيادة الطلب ولكن لأن أغلب الشركات العالمية رفعت أسعارها:« حتى الطماطم ارتفعت أسعارها بجنون فكيف لا ترتفع أسعار الأجهزة الكهربائية». إلى ذلك حذرت المديرية العامة للدفاع المدني بعسير عن لسان متحدثها الرسمي الرائد محمد العاصمي من استخدام وسائل التدفئة القديمة خلال فصل الشتاء ودعا كافة المواطنين والمقيمين في المنطقة إلى تأمين طفايات حريق في المنازل لمواجهة أية مخاطر محتملة كما عليهم فحص وسائل التدفئة القديمة قبل استخدامها وعليهم عدم تشغيلها على طول الوقت. وأشار إلى أن المخاطر المصاحبة لفصل الشتاء هي عاده تكون من استخدام التدفئة بطريقة غير صحيحة، إضافة إلى عدم إلمام البعض بتعليمات السلامة واشتراطاتها وعدم توافر وسائل السلامة في المنازل وانشغال بعض الأسر عن مراقبة الأبناء ما يؤدي إلى وقوع المخاطر. وحذر من وسائل التدفئة الخطرة ومنها التدفئة بالفحم والحطب لأنها تهدد بإحداث حرائق واختناقات بالإضافة إلى استخدام دفايات الكيروسين أو الدفايات الكهربائية الحرارية الجافة التي تؤدي أيضا إلى حرق الأكسجين إلى جانب ما قد تسببه من حوادث حريق بفعل انسكاب المواد القابلة للاشتعال أو ارتفاع درجة حرارة المدفأة ومن ثم تؤدي إلى حرق الأجزاء القماشية مثل السجاد والستائر والملابس. كما أشار إلى أن هناك بعض الأخطار المصاحبة لوسائل التدفئة، تتعلق بتشغيل أكثر من جهاز أو مدفأة كهربائية من مأخذ واحد الأمر الذي يخلف عبئا عاليا على التوصيلات الكهربائية ما يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث تماس كهربائي.