قدّمت جهات عربية وغربية أخيراً نصائح إلى حركة «حماس» بإعادة بناء فرع «الإخوان المسلمين» في فلسطين بهدف الحصول على الاعتراف الدولي المتنامي الذي تحصل عليه أحزاب «الإخوان المسلمين» في العالم العربي. وقالت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» إن تحوّل «حماس» إلى فرع «الإخوان» في فلسطين ربما يعفيها من الشروط الدولية للاعتراف بها ويمنحها الاعتراف نفسه الذي حصل عليه نظراؤها في مصر وتونس وسورية وغيرها بعد انطلاق مسيرة «الربيع العربي». وقالت مصادر في «حماس» ل «الحياة» إن فروع قيادة الحركة ومكتبها السياسي ناقشت هذا الاقتراح بعمق، مضيفة أن البعض في «حماس» وجده مناسباً، خصوصاً أن الحركة انبثقت من فرعيْ «الإخوان» في غزة والضفة الغربية، في حين عارضه البعض الآخر معتبراً أنه سيؤدي إلى إضعاف «حماس» بصفتها حركة مقاومة عبر تحويلها إلى حزب سياسي. وعرض بعض قادة «حماس» تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم حزب «الحرية والعدالة» لخوض الانتخابات المقبلة والعمل في البرلمان والحكومة وتجنيب «حماس»، بصفتها حركة مقاومة، تعقيدات العمل البرلماني والحكومي. وقالت المصادر إن الفكرة ما زالت تناقش على المستويات المختلفة، لكن الحركة ليست جاهزة لمثل هذه الخطوة في المرحلة الحالية. وكانت «حماس» تأسست عام 1987 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى من فرعي «الإخوان» في غزة والضفة. وكان فرعا «الإخوان» في غزة والضفة حتى ذلك الوقت يتبعان فرعي «الإخوان» في كل من مصر والأردن بسبب ارتباط قطاع غزة بمصر، والضفة بالأردن في الفترة بعد من عام 1948 إلى 1967. وتواجه «حماس» التي تتطلع للعب دور سياسي مركزي في قيادة الفلسطينيين في مرحلة ما بعد المصالحة، معضلة الحصول على اعتراف الجهات الفاعلية على الساحة الدولية، خصوصاً الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأبدت الحركة مرونة لافتة للحصول على الاعتراف الدولي، منها قبولها وقف العمل المسلح في كل من الضفة والقطاع، وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967. لكن مصادر ديبلوماسية غربية قالت ل «الحياة» إن الإدارة الأميركية لن تغير موقفها من «حماس» طالما أن إسرائيل تعتبرها «منظمة إرهابية»، خصوصاً السنة المقبلة، وهي السنة الانتخابية التي لا تتخذ فيها الإدارة الأميركية عادة قرارات مركزية تخالف فيها السياسية الإسرائيلية خشية التأثير في موقف اللوبي اليهودي في أميركا.