بدأت قوى سياسية ليبرالية ويسارية في مصر تنسيقاً انتخابياً في بعض الدوائر، في محاولة لتفادي تفتيت الأصوات في المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات التشريعية، خصوصاً في ما يخص المرشحين على المقاعد الفردية. وأكدت عضو الهيئة العليا في «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي» المنخرط في تحالف «الكتلة المصرية» مها عبدالناصر أن اجتماعات جرت بين القوى المدنية «للتنسيق في ما بينها لدعم الرموز الوطنية التي تنافس على مقاعد المرحلتين الثانية والثالثة». وقالت ل «الحياة» إن اجتماعاً عقد أول من أمس ضم أحزاب «الكتلة المصرية» وتحالف «الثورة مستمرة» وحزب «العدل» وشخصيات مستقلة. وأشارت إلى أن «الاجتماعات تركز في تنسيق المنافسة على المقاعد الفردية حتى لا يحصل تفتيت للأصوات ما ينتج منه خسارة المقعد». ولم تستبعد حصول تنازلات بين المرشحين، لافتة إلى أن مرشح حزب «المصريين الأحرار» في دائرة الدقي تنازل لمصلحة الخبير السياسي الدكتور عمرو الشوبكي. وقالت: «نبحث عن المرشح الذي يمتلك فرصاً أعلى في الفوز وندعمه». وأكد الخبير السياسي الدكتور عمرو حمزاوي الذي فاز بمقعد نيابي في المرحلة الأولى، عقد هذه الاجتماعات. وقال ل «الحياة»: «نسعى إلى تدارك أخطاء المرحلة الأولى، وبدأنا تنسيقاً على مستوى الدوائر لتحييد المنافسات البينية، بحيث تقف التيارات الليبرالية خلف المرشح الأكثر حظاً في حصد المقعد النيابي». وأضاف: «من لم ينظِّم صفوفه بعد، عليه أن يبدأ فوراً». وأقرَّ بأن «التيار الليبرالي أخطأ عندما ركَّز في حملاته الانتخابية على التخويف من التيار الإسلامي»، مشيراً إلى أن تلك الحملات «صبَّت في مصلحة الإسلاميين، ويجب أن نتدارك تلك الأخطاء ونتوجه إلى الناخب بصفوف موحدة وخطاب دعائي واضح يعتمد على تقديم البرامج وتوعية الناس بماهية الليبراليين». ورأى أن «الخطاب الليبرالي يجب أن يكون واضح المعالم وينسجم مع الشرائح المجتمعية المختلفة، فالناخب المصري يعطي صوته لمن لديه رؤية واضحة». واعتبر أن نتائج المرحلة الأولى «ليست نهاية المطاف، وإن كانت كاشفة للتوازنات على الأرض». وقال: «لا شك في أن الإسلاميين قدَّموا أداء جيداً في المرحلة الأولى ما نتج منه تقدمهم الواسع، لكن هذا ليس معناه غياب فرص التيار المدني في تعديل وضعيته». ولفت إلى أن الليبراليين يسعون إلى الوصول إلى ثلث مقاعد البرلمان، وهو ما سماه «الثلث الضامن». وأوضح: «نسعى إلى ما يناهز ثلث أعضاء البرلمان حتى نقف أمام أي تشريعات أو وضع دستوري يخالف مدنية الدولة»، منبهاً إلى أنه «إذا لم يحصل تنسيق بين الكتل الليبرالية سنحكم على أنفسنا بأن نكون في الموقف الأضعف». وقلل من المخاوف من استئثار الإسلاميين بالبرلمان، قائلاً إن «هناك أجندة وطنية متفقاً عليها من الصعب على أي تيار أن ينقلب عليها، ومن سيحاول ذلك سيعاقب في المرات المقبلة». وحذر من انتقال الاستقطاب بين الليبراليين والإسلاميين إلى أروقة البرلمان «ليتبدل من مساحة لصناعة السياسة إلى مساحة للاستقطابات». وشدد على «حتمية التوافق بين مختلف الكتلة السياسية لبناء توافق مجتمعي وبناء الجسور بين التيارات.