أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في بيروت امس أن «دفع لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إشارة إيجابية جداً للمجتمع الدولي عن التزام لبنان القرارات الدولية». وحرص فيلتمان، بعد اجتماعه مع ميقاتي، على إثارة مسألة «اتفاقية تعاون لبنان مع المحكمة الدولية، والتي يفترض أن تخضع للتجديد قبل الأول من آذار (مارس) المقبل»، مشيراً الى «التزامات لبنان حكومة وشعباً بالقرارات الدولية، لا سيما القرارين 1701 و1559 وقرار إنشاء المحكمة». وأوضح فيلتمان أنه ناقش مع رئيس الحكومة «الموضوع السوري»، وحرص على الإشارة الى «الإجماع الدولي أي الجامعة العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي وكندا وأميركا واليابان ودول أخرى، على إيجاد طرق سلمية لإقصاء المجموعة المحيطة بالرئيس بشار الأسد للتوقف عن عمليات القتل والتعذيب والسجن في حق المواطنين السوريين». وعلمت «الحياة» أن فيلتمان ناقش مع ميقاتي ضرورة عدم خروج لبنان عن الإجماع العربي والدولي في شأن سورية. وقال: «للبنان حدود وتاريخ قديم مع سورية... لكن أعرف أيضاً أن للبنان تقليداً من العمل من ضمن الإجماع العربي والدولي، وأنا متأكد من أن أحداً في لبنان لا يريد أن يعطي انطباعاً بأنه يؤيد العنف في سورية». واضاف ان واشنطن «تريد نهاية سلمية للأحداث في سورية، ونركز الآن على الوسائل السلمية لوقف ما يحصل ضد الشعب السوري». وبرر عودة السفير الأميركي في سورية روبرت فورد الى دمشق بأنها ليُشرف على جمع المعلومات «ويساعدنا على فهم ما يحصل، ومن المهم أيضاً للشعب السوري أن يرى السفير موجوداً هناك يقف الى جانبه». واعلن فيلتمان انه طلب لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لكن الاخير لم يكون حدد موعداً له حتى مساء أمس علماً ان الرئيس يغادر اليوم في زيلرة إلى ارمينيا. ويلتقي فيلتمان رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط. وقال إنه سيلتقي قيادات من قوى 14 آذار. وهو زار أمس رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» النائب السابق نسيب لحود. وعلمت «الحياة» أن البحث تناول «أهمية تركيز لبنان على أولويات المصلحة اللبنانية في هذه الظروف في مقابل أولوية مصالح النظام السوري». وأوضح بيان للسفارة الأميركية في بيروت مساء، أن فيلتمان «شارك كبار المسؤولين قلق بلاده البالغ على الشعب السوري والرغبة في رؤية الحكومة السورية تنهي وحشيتها على الفور». وأضاف البيان أن فيلتمان «سلّط الضوء على القلق الأميركي من أن تؤدي التطورات في سورية الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان وبلدان أخرى في المنطقة». على صعيد آخر، انعقد مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس سليمان الذي يغادر اليوم الى أرمينيا في زيارة رسمية. وشارك وزراء «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الذي يتزعمه العماد ميشال عون (10 وزراء) بعد أن كان عون لوّح بإمكان عدم مشاركة وزراء «التيار الوطني الحر» (6 وزراء).