أنقرة - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شددت تركيا من خطابها ضد سورية أمس، قائلة على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو إن «الذين ليسوا في سلام مع شعوبهم في الشرق الأوسط ولا يلبون طموحاتهم سيرحلون» في إشارة إلى الحكومة السورية التي تتزايد الضغوط الدولية عليها بسبب استمرار العنف ضد المدنيين. كما اكد الوزير التركي أمام لجنة برلمانية انه «سيتخذ اكثر المواقف تشدداً» حيال استهداف البعثات الديبلوماسية التركية على الأراضي السورية. وقال داود أوغلو: «قدمت تركيا الرد على هجمات أمس (الأحد) على سفارتها وبعثاتها الديبلوماسية من خلال ردود أفعال ديبلوماسية ضرورية لكننا سنتخذ أشد المواقف حزماً ضد تلك الهجمات وسنقف بجوار الكفاح العادل للشعب السوري». وجدد الوزير التركي ترحيبه بقرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سورية بسبب القمع ضد المحتجين منذ آذار (مارس) الماضي، وهو الترحيب الذي يبدو انه دفع متظاهرين موالين للنظام إلى مهاجمة البعثات الديبلوماسية لتركيا وغيرها من الدول في دمشق وحلب واللاذقية. وتابع الوزير التركي «القرارات الأخيرة التي صدرت عن الجامعة العربية هي قرارات تواصلنا بشأنها معاً. لدينا اتصال جيد بهم وهذه قرارات صائبة لأن هذه الرسالة يجب أن تصل إلى سورية. سأذهب إلى المغرب بعد هذا الاجتماع في هذه الليلة أو غداً وسنناقش التطورات الأخيرة خلال المنتدى التركي - العربي. واعتباراً من الآن يجب أن توقف الإدارة السورية العنف وتتخلى عن هذا الموقف من شعبها ويجب أن تنفذ الإصلاحات على الفور». وندد الوزير التركي بفشل جهود الوساطة التي انطلقت في مطلع العام. وقال «فعلنا كل شيء لتجنب سفك الدماء ... ولتعزيز صداقتنا مع هذه البلاد التي نشاطرها حدوداً بطول 910 كلم». وشدد داود أوغلو على أن أنقرة تدعم المطالب الشعبية بمزيد من الحقوق في الشرق الأوسط. وقال «نؤيد مطالب الشعوب التي تنتفض من اجل حقوق مماثلة». وتابع «لا يمكن لتركيا أن تقف متفرجة عند الدوس على القيم الجامعة» في إشارة إلى القمع الذي اسفر عن مقتل اكثر من 3500 شخص في سورية بحسب حصيلة للأمم المتحدة. وحذر: «على الحكومة السورية استخلاص العبر من رسالة الجامعة العربية والتوقف عن ممارسة العنف ضد شعبها». وحضت أنقرة السلطات السورية مراراً منذ بدء التظاهرات إلى إجراء إصلاحات سياسية حقيقة، غير أن الخطوات التي اتخذتها دمشق لم تحقق تغييراً على الأرض، ما زاد من إحباط الأتراك الذين كانت تربطهم علاقات جيدة مع دمشق. وأضاف داود أوغلو أنه لم يعد بالإمكان الوثوق في الحكومة السورية. ودعت تركيا أول من أمس المجتمع الدولي إلى التحرك ب «صوت واحد» إزاء الوضع في سورية كما استدعت القائم بالأعمال السوري في أنقرة اثر التظاهرات المعادية التي استهدفت بعثاتها الديبلوماسية. إلى ذلك، أفاد مصدر ديبلوماسي تركي بأن ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة طلبوا من وزير الخارجية التركي السماح بفتح مكتب تمثيلي للمجلس في تركيا. وأوضح المصدر انه خلال محادثات مع احمد داود أوغلو ليلة أول من أمس في أنقرة، طلب معارضون سوريون منه فتح مكتب للمجلس الوطني السوري في تركيا. وأكد المصدر أن «مناقشات وأعمالاً ستتم لهذا الغرض» من دون تحديد موعد. وهذه هي المرة الثانية منذ 18 تشرين الأول (أكتوبر) التي يلتقي فيها داود أوغلو علناً المجلس الوطني السوري الذي يضم أغلبية تيارات المعارضة السورية. وكرر الوزير التركي بالمناسبة القول للمعارضين إن «مستقبل سورية بين ايدي السوريين وهم الذين سيبنونه». ومن المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب وأمين عام الجامعة العربية غداً في الرباط للمشاركة في منتدى تعاون عربي تركي ستطرح فيه أنقرة الأزمة السورية بحسب مصادر ديبلوماسية.