إنّه الغبارُ يا صديقي القهوة التي تظنُّ أنّها ما يُبقيك على قيد الصباح ... غبار اكتشافُ أنّ الخريطة التي سرْتَ وفق خطوطها كانت مطابقة لكلّ ما بحثْت عنه ... غبار الرّاية التي طالما خذلْتَها ولطّخْتها بأهواء كثيرة وظلّت ترفرف في سماء رأسكَ ... غبار وحين أسرفْتَ في صداقة الضّفاف الآمنة والرموز المعلّقة على نباتات الفراغ ... غبار عادةُ الإصغاء لنوارسَ تشبه حُرّية تطير بألف جناحٍ ولا تحطّ على هذه الأرض اليباب... غبار وحدتكَ المتأنّقة اللامعة مثل زجاج المتاحف أمام عيونٍ مزدحمة ... غبار وقميصكَ الأبيض الذي - ودون مبرّر - قلتَ له يوماً: أيّها الوحيد البسْني ... قميصُك الأبيض... غبار واسْمُك الذي أقمت في التباسه ... غبار إنّه الغبار يا صديقي ... ولا شيء أكثر.