" يشق السكون أنغام رعب مهولة ... تتبعها ومضات برق تجرح العتمة بإصرار ثم تهدأ فنشاهد بصيص ضوء يلمع تدريجياً حتى يتحول إلى وشاح لامع يرفرف وسط الفضاء ... تتضح ملامح الوشاح تدريجياً لتشاهد زهيراً يتكون داخله وكأنه طفل يخطو أولى خطوات الحياة .. وعلى وقع موسيقى متناغمة تتسلل إلى المسامع بخفة وكأنها تنبعث من قلب الكون يسمع صوت زهير يلازم حركاته " زهير : مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا قُرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَم ِ قيس: "بغضب" كانت الحرب بين عبس وذبيان في بدايتها أشد احتياجاً لك من حضورك اليوم , أبعد ما هلك العباد وتمزقت القبائل ... أبعد كل ذلك تتفتق عن حكمة مهولة لتقول: متى تبعثوها تبعثوها ذميمة !! قتيل2: أو قال ذلك ... ؟ قيس: أين أنت قبل أربعين سنة يا زهير ؟؟ زهير: لست كاهناً تطير الكلمات المبجلة إلى مجلسه رجماً بالغيب , لكن الشعر مملكتي، حكيم أنا بها، تطير الأبيات الملهمة إلي بأجنحة القوافي . قتيل 2: " بحدة " أين أنت منذ ذلك الوقت ... منذ أربعين سنة؟ زهير: " ينتفض" كنتم سكارى مطامع الحياة المبهرجة, تتهافتون على المنفعة والمصلحة , على الخيل والجمال المتأنق بذاته, وكأن في آذانكم وقرا وفي عيونكم الليل قيس: "يقاطعه بحدة" قلت لك أين أنت من أربعين سنة ؟ زهير: "يكمل" ما كان منكم من أحد يقبل أن يرى إلا داحس والغبراء " بهدوء " كانت الحكمة حاضرة ولكن الطيش كان أعلى صوتاً ... وبعدما أنهكتك الحرب أيها العبسي كنت الآن أكثر إنصاتاً من ذي قبل. قيس: "متضجراً" آه .. يا زهير يا زهير .. ماذا تريدني أن أفعل , لا إرادة لي الآن , لا نومي نوم ولا صحوي صحو ... آه لا حربي حرب ولا سلامي سلام. قتيل 3: ولا حالك هو أفضل من حالي أيها العبسي ... وإن لم يعد للصحو معنى بعدما كان ... زهير: لقد مزقت الحرب الآثمة آخر معاني القيم العربية الأصيلة التي تصلكم ببعض "بألم" أربعون سنة والعين تدمع والحرب تطعم رمل الصحراء أشلاءً عربية حزينة غلبها الأسى ... أربعون سنة يا داحس والغبراء. ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة ،، وذبيان هل أقسمتمُ كل مقسم وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ،، وما هو عنها بالحديث المرجم يحل"ظلام"