كابول - رويترز - قتل عشرات الشيعة في هجوم انتحاري عند مزار شيعي في العاصمة الأفغانية كابول اليوم الثلثاء وقتل أربعة آخرون في انفجار أصغر في مدينة رئيسية في شمال البلاد في أسوأ أعمال عنف طائفي تشهدها أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان. وهجوم كابول هو الأشد فتكاً في العاصمة منذ 2008 وأضعف أي شعور بالتفاؤل نتج عن مؤتمر عقد أمس الاثنين حيث قطع الحلفاء الغربيون وعوداً قوية وإن كانت غير محددة لدعم أفغانستان بعد رحيل القوات الأجنبية في 2014. وتناثرت اشلاء الجثث والدماء بعد الانفجار في شارع في قلب كابول القديمة حيث تجمع المئات للاحتفال بعاشوراء. وقتل مالا يقل عن 55 شخصا وأصيب 160 آخرون بعضهم جراحه خطيرة. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي للصحفيين في المانيا التي تستضيف المؤتمر الخاص بمستقبل أفغانستان "هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها ارهاب من هذا النوع المروع في يوم ديني مهم في أفغانستان." ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجومين في كابول وفي مدينة مزار الشريف في شمال البلاد. والقت وزارة الداخلية باللوم في الهجوم على "طالبان وإرهابيين" دون أن تدلي بتفاصيل. وادانت حركة طالبان التفجيرات بقوة وألقت باللوم على " الأعداء الغزاة". ولافغانستان تاريخ من التوتر والعنف بين السنة والاقلية الشيعية لكن منذ سقوط حكومة طالبان لم تشهد البلاد هجمات طائفية كبيرة مثل تلك التي تشهدها جارتها باكستان. وقالت كيت كلارك من شبكة محللي الشؤون الافغانية "أفغانستان في حرب منذ 30 عاما وحدثت أشياء مروعة لكن من الاشياء التي نجا منها الافغان بشكل عام هو هذا النوع من الهجمات الطائفية." وأضافت "لا نعرف من زرع القنبلة بعد والقفز الى النتائج شيء خطير لكن لو كانت طالبان فهذا شيء خطير ومثير للقلق جدا." ودعا محمد محقق الزعيم الشيعي وعضو البرلمان الأفغان إلى الرد "بحذر وتعقل" على الهجوم الذي قال محللون إنه ربما يهدف لإثارة التوتر العرقي وتعطيل جهود التفاوض لإنهاء الحرب. وقال كمران بخاري من شركة المعلومات ستراتفور "إنه هجوم نادر للغاية إن لم يكن الأول من نوعه ويبدو لي كما لو أنه من فعل المتحالفين مع القاعدة الذين يرغبون في تعطيل أي عملية للمصالحة بين طالبان والحكومة. "وجهة نظرهم أن السبيل لتحقيق هذا هو استغلال الشقاقات التي كانت موجودة من قبل." وبعد انفجار كابول بقليل انفجرت قنبلة كانت موضوعة في دراجة قرب المسجد الرئيسي في مدينة مزار الشريف مما ادى الى مقتل أربعة اشخاص واصابة 17. وأشعل الهجوم معركة في مسجد بجامعة حيث كان شيعة وسنة يصلون. وقال محقق الشرطة عبد الرؤوف تاج لرويترز "أراد الأعداء استهداف الموكب الإسلامي ... لكنهم فشلوا بسب الإجراءات الأمنية المشددة." وأضيب أربعة اشخص في المشاجرات بالمسجد والتي نشبت بعدما بدأ المصلون يتجادلون بشأن الانفجار. وفي وقت لاحق فككت الشرطة لغما عثر عليه بالقرب من موقع الانفجار وكان يستهدف على الأرجح رجال الانقاذ وقوات الأمن التي وصلت إلى الموقع. واستهدفت دراجة نارية ملغومة على ما يبدو مصلين شيعة في مدينة قندهار في جنوب البلاد وهي المعقل الروحي لحركة طالبان. وتأتي المدينة أيضا في قلب حملة للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي لطرد المتمردين من معقلهم. لكن القنبلة انفجرت قبل أوانها وأصابت شرطيين اثنين وثلاثة مدنيين دون سقوط قتلى. وقال قائد شرطة قندهار عبد الرازق "لا يمكننا تحديد هدف القنبلة لكنه على الأرجح (احتفالات) عاشوراء." وأضاف "نتمتع بالأمن بنسبة 100 في المئة. لا يمكن للأعداء دخول أماكن الصلاة. يهدفون من وراء تلك الأفعال لاظهار وجودهم." وتشهد باكستان هجمات دامية بين الاغلبية السنية والاقلية الشيعية منذ عقود. واشتد الصراع الطائفي منذ ان عزز المتشددون السنة روابطهم بالقاعدة ومتمردي طالبان الباكستانية بعد ان انضمت باكستان الى الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين عقب الهجمات التي تعرضت لها في 11 سبتمبر ايلول عام 2001.