في أول هجوم استهدف مناسبة دينية بارزة في أفغانستان، كما وصفها الرئيس حميد كارزاي، قتل نحو 60 شخصاً لدى اقتحام انتحاري ارتدى حزاماً ناسفاً موكباً لشيعة أحيوا ذكرى عاشوراء في موقع مزار ديني في العاصمة كابول. وحمّلت وسائل اعلام أفغانية جماعة «عسكر جنقوي» الباكستانية مسؤولية الاعتداء، باعتبارها نفذت عمليات ضد الشيعة في باكستان خلال العقدين الماضيين. وطالبت وسائل الإعلام بمحاسبة باكستان، فيما لم تتردد أصوات أخرى في الشارع الأفغاني في المطالبة ببقاء القوات الأجنبية، معارضةً المصالحة مع حركة «طالبان». وحرص كارزاي، خلال وجوده في برلين غداة انعقاد مؤتمر بون للدول المانحة لأفغانستان، على توجيه نداء الى الجار الباكستاني الذي غاب عن المؤتمر احتجاجاً على مقتل 24 من جنوده في غارة جوية أطلسية على موقع حدودي في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. اذ دعا إسلام آباد الى «العمل معاً لاستئصال التطرف، وإلا لن نرى سلاماً في أفغانستان أو استقراراً في باكستان». وكشفت التحقيقات الأولية لشرطة كابول مجيء الانتحاري مع وفد من ولاية لوغر للمشاركة في مواكب عاشوراء، مشيرة الى انه من طائفة البشتون التي تتحدر منها غالبية مقاتلي «طالبان». لكن الحركة نفت تورطها بالهجوم، ونددت بسقوط «مواطنين أبرياء في عمل غير إنساني يخالف قيم الإسلام»، مؤكدة ان «العدو الغازي» المتمثل في جنود قوات التحالف الدولي «بات يستخدم هذه الأعمال الوحشية لزرع الرعب والشك والكراهية بين الأفغان، وإيجاد عذر للبقاء فترة أطول وتقسيم الأمة». وشهدت شوارع كابول توتراً شديداً بعد الهجوم، لكن القوات الحكومية نجحت في السيطرة على الوضع، ولجم ردود فعل شعبية غاضبة لأبناء الطائفة الشيعية، علماً أن الأيام الأخيرة ترافقت مع موجة تذمر شعبي من مواكب عاشوراء في العاصمة، ومن مطالبة بعض الشيعة بجعل يومي التاسع والعاشر من محرم عطلة رسمية. وفي مزار الشريف (شمال)، قتل 4 اشخاص وجرح 17 بانفجار قنبلة وضعت داخل دراجة قرب مسجد، تلى اشتباكاً بين طلاب شيعة وآخرين من قوميات وأعراق أخرى حول بناء حسينية لهم داخل مباني جامعة. ويعتبر استهداف الشيعة خلال مواكب عاشوراء، ظاهرة جديدة في أفغانستان، إذ أن الصراع بين الأطراف الأفغانية لم يشهد هجمات على دور عبادة في الماضي، كما حدث في باكستان حيث استعرت حمى العنف الطائفي بين الشيعة والسنة، وهوجمت دور عبادة ومواكب دينية.