«أنا وأخي على (ضد) ابن عمي وأنا وابن عمي على (ضد) الغريب»، مثل شعبي مصري يشير إلى أن الأخوة يجب أن يدعموا بعضهم بعضاً ضد الغرباء. هذا المثل طبَّقه حزبا «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، و «النور» السلفي في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى من البرلمان) التي ينتهي التصويت في جولة إعادتها اليوم. فالحزبان مرجعيتهما إسلامية، ورغم الاختلافات الجوهرية بينهما إلا أنهما أقرب لبعضهما البعض من التيارات الليبرالية واليسارية. نالت قوائم الحزبين أعلى عدد من أصوات المقترعين. وفي جولة الإعادة على المقاعد الفردية التي تُجرى على 52 مقعداً ينافس «الحرية والعدالة» على 45 منها و «النور» على 27 مقعداً، ويتنافس الحزبان على 23 مقعداً. وإن بدا الحزبان حليفين في الدوائر التي ينافس مرشحوهما فيها مستقلين أو ليبراليين، فإنهما أظهرا خصومة شديدة في الدوائر التي يتنافسان فيها وجهاً لوجه. فحزب «الحرية والعدالة» الذي حصل على أقل من 40 في المئة من أصوات المقترعين في انتخابات القوائم وفاز مرشحان له بمقعدين فرديين في الجولة الأولى، يريد أن يعزِّز نجاحه على وصيفه «النور» الذي حاز ثقة أكثر من 25 في المئة من المقترعين في الجولة الأولى. كما أن حزب «النور» يريد أن يقلل الفجوة بينه وبين «الحرية والعدالة» خصوصاً أن جماعة «الإخوان» لها حضور طاغ في محافظات الدلتا ضمن المرحلتين الثانية والثالثة. وأبدى حزب «الحرية والعدالة» دعماً لمرشحي «النور» في 4 دوائر ينافس فيها مستقلين منها دائرة مدينة نصر التي ينافس فيها رئيس حزب «العدل» الوجه الليبرالي الدكتور مصطفى النجار مرشح «النور» محمد يسري. ومنذ الصباح حشد «الإخوان» أنصارهم لانتخاب يسري وتنظيم صفوف أنصاره. كذلك فعل حزب «النور» في الدوائر التي ينافس فيها «الإخوان» مستقلين، إذ أبدى دعماً لمرشحي الجماعة. وقال الناطق باسم حزب «النور» يسري حماد ل «الحياة» إن المنافسة بين الحزبين في بعض الدوائر لا تمنع الدعم المتبادل في دوائر أخرى، مضيفاً: «بلا شك أبناء الحزبين أقرب إلى بعضهم بعضاً، وبالتالي يصوِّتون لمرشحينا ونحن نصوِّت لهم». لكن في الدوائر التي يتنافس فيها مرشحو الحزبين، نحيت الأرضية المشتركة جانباً، وأطلت المعركة الانتخابية «حامية الوطيس»، إذ تبادل كل من الطرفين اتهام الآخر بارتكاب تجاوزات لم تقف عند حد استمرار الدعاية الانتخابية، بل تعدتها إلى تقديم رشاوى انتخابية وحشد الأقباط للحصول على أصواتهم. وقال حماد ل «الحياة» إن «مرشحي «الحرية والعدالة» في أسيوطوكفر الشيخ والفيوم يحشدون الأقباط للتصويت لمصلحتهم ضد مرشحي النور من خلال تخويف المسيحيين من فكر السلف وترويج إشاعات عن تشددهم». وأوضح أن إشكالاً حدث في الدائرة الرابعة في كفر الشيخ بسبب إصرار أنصار «الحرية والعدالة» على الترويج لمرشحهم من خلال مكبرات الصوت أمام مقر لجنة الاقتراع، ما اعترض عليه أنصار مرشح النور، وتدخل الجيش وسحب مكبرات الصوت. أما «الحرية والعدالة» فاتهم «النور» بتقديم مبالغ مالية كرشاوى انتخابية للمقترعين في إحدى دوائر الإسكندرية (شمال مصر). وحرر مندوبو الأول محاضر ضد مندوبي الثاني في إحدى اللجان الانتخابية في الإسكندرية بسبب ممارسة «دعاية انتخابية» داخل اللجان. كما اتهم «الحرية والعدالة» أحد أنصار «النور» بالاعتداء على مندوب الحزب.