قامت بطباعة كروت صغيرة وأرسلتها إلى شقق العزاب المجاورة لمقر سكنهم، كتبت فيها «نقوم بإعداد وجبات الإفطار والسحور خلال شهر رمضان». تلك كانت انطلاقتها في مجال الطبخ المنزلي. تعتبر «طباخة الشيوخ» أن رمضان شهِد الانطلاقة الفعلية لها في عالم الطبخ المنزلي، إذ تقول: «طبعت عدداً من الكروت الشخصية، وذيلتها برقم هاتف للتواصل، ثم أرسلتها لشقق العزاب المجاورة لمقر سكننا، فتتالت علي الاتصالات، ومنذ ذلك الوقت أعمل في هذا المجال». وتضيف أن أسعار الوجبات تختلف بحسب نوعية الطلب وكميته، إذ إنها كانت تقوم بإعداد وجبة إفطار لشخص واحد بمبلغ 60 ريالاً، معتبرة أن إعداد وجبة الإفطار أمر متعب جداً مقارنة بوجبة السحور، إذ يحتاج إلى مجهود كبير ولأكثر من شخص، ووجود والدتها وأخواتها بجوارها أكثر حافز وداعم لها، إذ يقمن بمساعدتها في هذه الأعمال متى ما دعت الحاجة. عالم الطبخ المنزلي مجال رحب ينشط من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبكثرة في «آنستغرام»، إذ تجد فيه عدداً من الحسابات المخصصة للطبخ المنزلي والتوصيل إلى المنازل أو الاستراحات أو شقق العزاب، ويكون تطبيق الرسائل «واتساب» حلقة تواصل بين تلك البائعات وزبائنهن. اتفق عدد كبير من ممتهنات هذه المهنة على أن لوسائل التواصل الاجتماعي الأثر الكبير في رواج هذه التجارة، التي يرين أنها مصدر دخل جيد يساعدهن في تدبر أمور حياتهن، بل إن غالبيتهن أجمعن على أن هذه المواقع هي السبب الرئيس في ازدهار هذه التجارة، وتضاعف مكاسبهن مقارنة بما كان يحدث قبل ذلك، إذ كان يقتصر عملهن على بعض الجيران والأصدقاء والأقارب. ولا يخلو أي عمل من وجود عوائق، إذ أبدين تذمرهن من صعوبة الحصول على مُساعِدات لهن من خلال استقدام عاملات منزليات مُدربات، إذ ترى أم عمر أن الحصول على أكثر من عاملة منزلية يتطلب وجود مؤسسة تجارية متخصصة في تقديم القهوة أو الوجبات السريعة، وهو ما تعُدّه عائقاً أمامها. وأجمعت مزاولات هذه المهنة على أنهن يدعمن أيضاً الشباب من خلال التعاقد مع عدد منهم للعمل على توصيل الطلبات، في مقابل أجر ثابت عن كل طلب يقومون بإيصاله. يُعد العزاب من أبرز عملاء هذه التجارة، خصوصاً في رمضان، إذ يرون ذلك تغييراً وبديلاً عن أكل المطاعم، إضافة إلى جودته التي تحلق بهم إلى أجواء أهاليهم، في ظل صعوبة إعدادهم لوجبات الإفطار بأنفسهم بسبب ساعات العمل الطويلة، على رغم أن البعض منهم أبدى اعتراضاً على أسعار الوجبات المرتفعة. إضافة إلى العزاب هناك ضيوف يطرقون أبواب هؤلاء البائعات بين الفينة والأخرى، وهم الموظفون الذين تُحتم عليهم أعمالهم الوجود في مقار عملهم وقت الإفطار، إذ ذكر عدد من البائعات أن بعض الطلبات تصلهن من موظفي المطارات والمستشفيات.