شهد مكتب أمين محافظة الطائف منذ انطلاقة ساعات الدوام الرسمي الأولى يوماً مختلفاً أمس، إذ احتشد في أروقة مكتب الأمين عشرات المواطنين من سكان ضاحية «الرميدة» الواقعة على بعد 10 كيلو مترات فقط شمال المحافظة، ضاقت بهم جنبات المكتب، حاملين معهم أوراقاً والتماسات وإثباتات ملكية للمنازل، للمطالبة بإيصال التيار الكهربائي الذي طال أمد انتظاره، وبلغوا - على حد وصفهم - درجةً من اليأس جراء وعود عدة تلقوها ولم تحقق ما يصبون إليه. وذكرت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن أمين المحافظة المهندس محمد المخرج استقبل المواطنين المتضررين في مكتبه وأوضح لهم أن طلباتهم التي تقدموا بها مسبقاً لا تزال قيد الإجراء، أما من لم يتقدم بطلب فيلزمه التوجه إلى بلدية الحوية بحكم تبعية الموقع، وتقديم طلب إيصال الخدمة. وأكدت المصادر أن الأمين وعد بلقاء المواطنين مرةً أخرى مطلع الأسبوع المقبل بغية الاطلاع على ما تم التوصل إليه في هذا الجانب، غير أن عبدالله الشهري، وهو من سكان «الرميدة»، يقول: «تقدمنا غير مرة بغية الحصول على خدمة الكهرباء إلى الجهات المسؤولة، بيد أننا لم نخلص إلى نتيجة تضع حداً مفصلياً لمعاناتنا التي شارفت بلوغ 10 أعوام». وأضاف: «أفادتنا الشركة السعودية للكهرباء أن وصول التيار الكهربائي إلى المنازل والاستراحات المنتشرة في الرميدة مرهون بموافقة أمانة الطائف، وعند مراجعتنا للأمانة في فرع بلدية الحوية يتم توجيهنا إلى شركة الكهرباء، وبقينا على هذه الحال أعواماً من دون حلٍ يذكر سوى وعود وعبارات رسمت لنا أملاً موهوماً لم يلح بعد في الأفق». وأوضح الشهري أن سكان الرميدة المتضررين عقدوا اجتماعات عقب مشاورات طيلة الأسبوع الماضي للبحث عن مخرج من هذه المعضلة، وتوصلوا إلى أن مكتب أمين الطائف سيكون وجهتهم يوم السبت (أمس ) لعله يكون المحطة الأخيرة التي تحدد المسار وما ستؤول إليه مشكلتهم. من جانبه، لفت أحد سكان الرميدة عامر المالكي إلى أن التيار الكهربائي تتمتع به منازل واستراحات من دون أخرى، «ما يجعلنا على يقين بأن ملاكها منعمون أكثر من غيرهم، أما نحن فليس لنا وصف سوى التعساء يطاردون السراب الذي يتلاشى من الوجود حال اقترابنا منه». وأشار خالد الثبيتي إلى أن وصول الخدمات إلى «الرميدة» تترقبه الأعين بنظرتين مختلفتين، الأولى نظرة تجار وهوامير العقار الذين ينتظرون فرصة الانقضاض، موضحاً أن بوادر ذلك ظهرت منذ فترة، فيما تنظر الأسر المكبلة بأغلال الإيجارات، يتطلعون إلى يوم يحمل بشائر تسريحهم وانفراج مأزقهم.