أقيمت في جامعة بانتيون السوربون- باريس1 ندوة إطلاق «كرسي أخلاقيات وضوابط التمويل: المصرفية الإسلامية أنموذجاً»، بالشراكة بين جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة السوربون باريس 1 ورعاية وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية. تبلورت فكرة إنشاء هذا الكرسي الذي نتج من توصيات الدورة الثانية للندوة السعودية - الفرنسية لحوار الحضارات التي نظمتها وزارة التعليم السعودية في رحاب جامعة السوربون في 15 و16 آذار(مارس) 2010 برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري. ويأتي مشروع إنشاء هذا الكرسي في إطار تعزيز التعاون العلمي والأكاديمي بين المملكة وفرنسا. ويسلّط هذا المشروع العلمي الضوء على أهمية مساهمة التمويل الإسلامي في تقديم قيمة إضافية، مبنية على أسس المعايير الأخلاقية الضرورية وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم، وفي ظلّ الطلب المتزايد حول تقنين الأنشطة المالية والتفكير في أسس الربح وتوزيعه والشراكة الاقتصادية ونماذجها. حضر اللقاء البروفسورة كريستين مونجان نائبة رئيس جامعة السوربون باريس 1 ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامه طيب الذي ترأس وفداً من الجامعة للإشراف على مراسيم إطلاق برامج الكرسي مع جامعة السوربون ممثلة برئيس الجامعة البروفيسور جان كلود كوليار. وقد تحدث الملحق الثقافي السعودي في باريس الدكتور عبدالله الخطيب عن أهمية هذه الشراكة العلمية وخص بالشكر المسؤولين الذين عملوا من دون كلل لإنجاح هذه الشراكة وأولهما وزير التعليم العالي الذي تابع وأشرف شخصياً على كل مراحل الإنشاء منذ التوقيع مع جامعة السوربون في مقر وزارة التعليم العالي في الرياض. وأجزل الشكر للشيخ محمد حسن العمودي الذي تبنى المشروع وحضر اللقاء. وتم استعراض برنامج الكرسي ومن أهم أهدافها عملية تفعيل وتسهيل تنقّل الباحثين والطلبة بين جامعة السوربون والجامعات السعودية، لاسيّما أنه يلاحظ تزايد الاهتمام لدى الطلبة الفرنسيين بالعالم الإسلامي وهويته. وهكذا سيساهم هذا الكرسي العلمي في تعزيز التجارب والتبادل الثنائي عبر البعثات والدورات الدراسية والتدريبية المشتركة. ويغطّي البرنامج الدراسي العديد من مجالات المعارف الفكرية والقانونية والتقنية والاقتصادية والتاريخية، وتتوزّع على ثلاثة أقسام: القانون بما يمس العلاقات الاقتصادية وارتباطها بالشريعة الإسلامية والصكوك والمعاملات التجارية، ودراسة الأخلاقيات عبر فلسفة المعايير الأخلاقية والإنسانية التي يدعو إليها الاقتصاد الإسلامي، بالإضافة إلى دراسة تاريخ الشرق الأوسط عبر مختلف عصوره الوسيطة والمعاصرة.