بيروت - ا ف ب - يستحق السويسري روجيه فيدرر لقب «كبير الاساتذة» بعد حصده لقب الماسترز في كرة المضرب للمرة السادسة. فحامل 16 لقباً في بطولات الغراند سلام (رقم قياسي)، نجح بالسرعة النهائية في اواخر الموسم، وتوج بثلاث دورات تباعاً في اقل من شهر، بدءاً من دورة بال، مرورا بباريس - بيرسي، وانتهاء بالماسترز في لندن. ورب قائل ان فيدرر (30 عاما) اكبر المشاركين في الماسترز الذي خاض النهائي السابع في 10 مشاركات، استفاد من الارهاق الشديد الذي اصاب ثلاثي المقدمة الصربي نوفاك ديوكوفيتش والاسباني رافايل نادال والبريطاني اندي موراي جراء موسم قاس، لكن البطل السويسري احسن توظيف مهاراته وتخطى عقبة ذهنية عانى منها طويلاً ليدرك مجدداً طريق الانتصارات. للمرة الثالثة يحتفظ فيدرر بلقب الماسترز موسمين متتاليين بعد تتويجه عامي 2003 و2004 و2006-2007 و2010-2011، فحطم رقم الاميركيين ايفان ليندل وبيت سامبراس، وخاض امام الفرنسي جو ويلفريد تسونغا في اختتام «الماسترز 2011» النهائي ال100 في مسيرته محتفلاً بلقبه ال70، بعد تغلبه عليه 6-3 و6-7 و6-3، ومحققاً فوزه الثامن في 11 مواجهة جمعتهما. ومن بال إلى بيرسي ثم لندن، نجح فيدرر في الفوز ب22 مباراة من 23 بعد انقطاع ستة اسابيع للتعافي من اصابة. ومهّد بالتالي للدخول في موسم 2012 مستمتعا ب«عودة ميمونة» الى نادي الثلاثة الاوائل بعدما خرج منه في 17 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي للمرة الاولى منذ تموز (يوليو) عام 2003، محتلاً المركز الثالث في التصنيف العالمي (8170 نقطة) على حساب موراي. فكانت هذه النقلة خير تعويض بعد الاخفاق بالفوز في احد القاب «الغراند سلام» للمرة الاولى منذ عام 2002. واكد فيدرر انه لا يزال شرهاً لحمل الكؤوس، خصوصاً انه يطمح ليستهل العام الجديد باستعادة لقب بطولة استراليا المفتوحة، ويحلم بمعانقة الذهب الاولمبي في «لندن 2012»، وهو تتويج لا يزال ينقص سجله الغني، فضلاً عن لقب كأس ديفيس. ويعتبر هذين الهدفين اهم من صدارة التصنيف العالمي. وعزا فيدرر انتصاره في الماسترز الى نجاحه في تخطي «عقبة كبيرة» تمثلت «بشكوك ذهنية ساورتني في الاشهر الاخيرة، فبت غير واثق من قدراتي». ويكشف انه خاطر احياناً في ارساله «لكني قررت استغلال هذه الميزة»، لافتاً الى ان «لكل نهائي في الماسترز طابعه الخاص». حتى تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، كان الفارق الفني الذي يفصل فيدرر عن ديوكوفيتش ونادال كبيراً، لكن «السبرنت النهائي» في المرحلة الاخيرة من «الموسم الرمادي» جعل الاوضاع وردية. بات فيدرر في صدارة «الاساتذة المتوجين»، ففي جعبته 39 فوزاً (في مقابل 7 هزائم) في الماسترز، متفوقاً على ليندل (39-10). لكن «المهم انني استعدت جزءاً من تألقي، ثقوا انني دائماً اركز على المباريات، وكيف انهي الدورة بافضل النتائج الممكنة. عموماً لا اكترث للارقام والمقارنات لكن الصحافة تذكرني بها...». وصحيح ان فيدرر فخور بما حقق ومنها معادلته رقم السويدي ستيفان ادبرغ لعدد المباريات التي فاز بها والبالغة 806 مباريات. ويبدو سعيداً ان يقارن بنجوم «كانوا مثالاً محفزاً لي في بداياتي». شكل نصف نهائي الماسترز امام الاسباني دافيد فيرر (7-5 و6-3) اعادة لنهائي المسابقة عام 2007، اما خوضه النهائي المئة في مسيرته فيضعه في المرتبة الخامسة خلف الاميركيين جيمي كونورز (163 نهائيات - 109 القاب) وايفان ليندل (146-94) وجون ماكنرو (108-77) والارجنتيني غييرمو فيلاس (104-62)، علما انه واجه في كل من النهائيات السبعة في الماسترز لاعباً مختلفاً، اذ قابل الاميركي اندريه اغاسي عام 2003 والاسترالي ليتون هويت (2004) والارجنتيني دافيد نالبنديان (2005) والاميركي جيمس بلايك (2006) والاسباني دافيد فيرر (2007) ومواطنه نادال (2010)، قبل ان يختتم نسخة 2011 بلقائه تسونغا ويحرمه من ان يكون اول فرنسي يحرز اللقب المرموق. ويذكر فيدرر انه كان مصاباً حين فاز على فيرر عام 2007، اذ «احسن ادارة مشاكلي البدنية، واترك دائماً متسعاً لاقدم مستوى عالياً، ربما لاني اعتمد الاداء الهجومي، وهذا ما يعطيني افضلية غالباً. وفي لندن نجحت تماماً في ضربات الصد». ويصف فوزه الكاسح هناك على نادال (6-3 و6-صفر) بأنه من «الأجمل في مسيرتي لانه تحقق على حساب ابرز منافسي، فحتى في المباريات ضمن القاعات لم يسبق ان سيطرت عليه بهذه الطريقة». لكن أكثر ما يأسف عليه فيدرر عندما يستعيد شريط منافسات 2011، خسارته في نصف نهائي فلاشينغ ميدوز امام ديوكوفيتش بعدما سيطر وفاز في المجموعتين الاوليين، ثم اهدر كرات حاسمة كانت في مصلحته في المجموعة الخامسة الفاصلة.