اتفق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن على مواصلة «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين في «المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية بعد انسحاب كامل القوات الأميركية القتالية من البلاد نهاية العام الجاري. وأكد بايدن أن «الشراكة تشمل علاقة أمنية قوية». إلى ذلك، سيقيم الجانبان العراقي والأميركي خلال يومين احتفالاً واسعاً في مطار لإعلان انتهاء المهمة الأميركية العسكرية تحت شعار»الوفاء»، في إشارة إلى التزام الولاياتالمتحدة الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008. ورأس المالكي وبايدن امس اجتماعاً موسعاً «للجنة التنسيق الأميركية العراقية العليا» التي تشرف على تنفيذ الاتفاق الأمني بين البلدين. وأكد بايدن امس أن «الانسحاب مسار جديد بين دولتين تتمتعان بالسيادة»، وشدد على أن هذه «الشراكة تشمل علاقة أمنية قوية». وأضاف خلال اجتماع لجنة التنسيق أن «قواتنا تغادر العراق ونحن نطلق مساراً جديداً معاً ومحطة جديدة في هذه العلاقة، علاقة بين دولتين تتمتعان بالسيادة». وتابع في حضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين اميركيين وعراقيين أن «هذه الشراكة تشمل علاقة أمنية قوية تستند إلى ما تقررونه أنتم وإلى مقاربتكم لشكل هذه العلاقة. وسنواصل المحادثات حول أسس ترتيباتنا الأمنية، بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الإرهاب». وأشار إلى أن «اللجنة العليا ستشكل محور كل هذه الجهود». وصدر بيان في أعقاب الاجتماع شدد على أن الولاياتالمتحدة والعراق ملتزمان «إقامة شراكة متينة وعلاقات قائمة على أساس المصالح المشتركة من شأنها أن تستمر في التنامي لسنوات مقبلة»، ولفت البيان إلى أن «الدولتين دخلتا في مرحلة جديدة من العلاقة وأمامهما فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات في مجالات أبعد من المجال الأمني لتشمل مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والقضاء والبيئة والطاقة ومجالات مهمة أخرى من اجل بناء علاقة متعددة الأوجه». وتابع البيان أن «العراق يسعى للحصول على تعاون الولاياتالمتحدة لبناء نظام تعليم عالي يكون اكثر رصانة، وتوسيع برامج تعليم الإنكليزية والحفاظ على التراث الثقافي العراقي الزاخر (...) وتلتزم الولاياتالمتحدة دعم العراق في مسعاه لتطوير قطاع الطاقة». وفي المجال الديبلوماسي والأمني لفت البيان إلى أن «الولاياتالمتحدة تواصل التعاون في شكل وثيق مع جمهورية العراق في المحافل الدولية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وتؤكد دعمها الحكومة العراقية ومساعيها الرامية إلى حل كل القضايا المتعلقة بالفصل السابع». وزاد أن «العراق والولاياتالمتحدة يدركان أهمية التعاون الوثيق في مجال الأمن والدفاع بما يعزز الأمن والاستقرار في كلا البلدين (...) ويؤكد الجانبان التزامهما مواصلة تعزيز هذا التعاون من خلال اتفاق الإطار الاستراتيجي خدمة لأهداف ومصالح البلدين». وأكد مصدر في السفارة الأميركية في بغداد، طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» تكثيف القوات الأميركية انسحابها، وأشار إلى أن «عديد القوات حالياً لا يتجاوز الآلاف». وأضاف أن «احتفالاً بنهاية المهمة الأميركية العسكرية في العراق سيجري في مطار بغداد الشهر المقبل بوجود بايدن ويتم خلاله إنزال العلم الأميركي ومغادرة آخر جندي البلاد جواً». إلى ذلك، تظاهر المئات من أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر المناهض امس في بغداد والنجف والبصرة استنكاراً لزيارة بايدن. وردد المتظاهرون وبينهم رجال دين ومسؤولون محليون هتافات «اخرج اخرج يا محتل» و»نموت ولا نتنازل». ونظم التيار الصدري في البصرة تظاهرة مماثلة شارك فيها حوالى 500 شخص بينهم رجال دين ونواب. وتجمع المتظاهرون في ساحة خمس ميل شمال المدينة حيث هتفوا «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل». وقال رئيس كتلة «الأحرار» بهاء الاعرجي إن «زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن المفاجئة غير قانونية وسنرفع دعوى ضده لأن زيارته لم تكن بمعرفة الدولة وهو يتعامل معها على أنها محتلة». وأضاف الاعرجي في بيان إن «القانون الدولي يقضي بأن يكون هناك موعد مسبق لزيارات المسؤولين لا أن تفاجأ الدولة بالزيارة» وأضاف إن «زيارة بايدن تأتي للضغط على الكتل السياسية لبقاء جزء من القوات المحتلة ودعم مشروعه تقسيم البلاد من خلال لقائه القيادات السياسية».