شكّل مصطلح «الإصلاح» حضوراً قوياً في جلسات الحوار الوطني في الرياض، إذ دعا عدد من المشاركين في لقاء نظّمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أمس إلى تحديد مفاهيم الإصلاح في المجتمع السعودي «خصوصاً أن بعض الفاسدين باتوا يعتمرون قُبُّعة الإصلاح، بسبب ضبابية المفهوم ذاته». وحذّر بعضهم من وجود «فوبيا لدى المجتمع من الإصلاحات، إما خوفاً من التغيير، أو لأن مستفيدين يبتغون ذلك». وقالت الدكتورة جواهر آل الشيخ: «إننا بحاجة إلى الانتقال من التنظير في الإصلاح إلى التطبيق على أرض الواقع، لتحقيق رخاء ونمو البلاد، إذ إن جمود الإصلاح أسهم في تأجيج الأنفس كما نشهد في بلدان أخرى، خصوصاً أن الإصلاح مطلب الشعوب كلها، ويجب أن يكون نابعاً من المجتمع نفسه»، وشدّدت على أن «أي إصلاح يجب ألا يتعارض مع الدستور الذي تتخذه البلدان، خصوصاً في بلدنا الذي يتخذ الشريعة الإسلامية منهجاً ودستوراً». وأكد المحامي الشيخ محمد الدحيم أن «هناك إشكالاً لدينا في مفهوم الإصلاح»، لافتاً إلى أنه «إذا كانت المفاهيم هلامية وغير واضحة يمكن أن تتحول إلى شعارات قد يستغلها من يدعون الإصلاح»، وحذر من أن «الفساد ربما يرتدي قبعة الإصلاح في بعض الأحيان» مضيفاً: «أدعو إلى أن نعلن عن مبادئنا حول الإصلاح، وتداولها في إعلامنا ومجالسنا، وتدارسها كي تنبثق أفكار وتشريعات وفق هذا المبدأ. فالناس لن يحترموك حتى تعلن مبادئك وماذا تريد». واعتبرت الكتابة ثريا الشهري أن «الإصلاح يبدأ من الفرد، وإصلاح الفرد يبدأ من الضمير. أعطني ضميراً أعطك إصلاحاً، ومن ثم تطويراً وتنمية». وأضافت: «تحدي السعودية المقبل لن يكون سياسياً أو اقتصادياً، بل اجتماعي في المقام الأول». «الحوار الوطني»: مشاركون يحذّرون من «فاسدين» يَرْتَدون قُبّعة «الإصلاح»