بعد نحو أسبوع على تهديده بنشر صواريخ باليستية في منطقة كاليننغراد المحاذية لحدود الاتحاد الأوروبي، دشن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس محطة «فورونيج - تي إم» للرادار في كاليننغراد القادرة على رصد إطلاق صواريخ من منطقة شمال الأطلسي. وحذّر الغرب من أن هذه الخطوة تشكل إشارة أولى إلى استعداد بلاده ل «الرد بالمثل على تهديدات مشروع الدرع الصاروخية الأميركية وأخطاره». وأمل الرئيس الروسي بأن «يفهم» الذين وصفهم بأنهم «شركاء» أهمية خطوة نظام الإنذار في كاليننغراد «لمواجهة تهديدات الدرع الصاروخية لقدراتنا النووية الاستراتيجية». واستخدم العبارة ذاتها التي يرددها الأميركيون عن أهداف نشر الدرع قائلاً: «هذه المحطة ليست موجهة ضدكم، بل لضمان مصالحكم والرد على التهديدات المعاصرة». وتضمن حديث مدفيديف تهديداً مباشراً للغرب في حال عدم استجابته طلب منح روسيا ضمانات مكتوبة بعدم استهداف الدرع مصالحها وأمنها، متعهداً اللجوء الى وسائل حماية أخرى بينها تدابير لمواجهة الدرع الصاروخية، ونشر مجموعة صواريخ هجومية على الحدود مع أوروبا. لكن الرئيس الروسي ترك الباب مفتوحاً أمام إيجاد تسوية مع الغرب، من خلال تأكيده إمكان استخدام المحطة التي دشنت كعنصر في المنظومة المشتركة المضادة للصواريخ التي دعا «الأطلسي» الى نشرها في أوروبا. وأعلن مدفيديف استعداد بلاده للمساهمة في إنشاء نظام دفاع صاروخي دولي إذا تعاون الشركاء الأوروبيون والأميركيون في هذا المجال. وشدد على ان موسكو «تنتظر خطوات محددة، ومنحها ضمانات بألا تكون الدرع الصاروخية موجهة ضدها، علماً أننا لن نرضى بتأكيدات شفوية». وكان مدفيديف هدّد الأسبوع الماضي بالانسحاب من معاهدة «ستارت 2» لتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، واعتماد رزمة تدابير أخرى، إذا واصلت الولاياتالمتحدة نشر درعها الصاروخية. إلى ذلك، أعلن قائد قوات الدفاع الجوي والفضائي أوليغ أوستابينكو، أن روسيا جاهزة لتشغيل محطات رادار جديدة في حال مواصلة «الأطلسي» نشر الدرع الصاروخية، لافتاً الى أن موسكو تملك القدرة على نشر محطات بامكانات تتفوق على محطة الرادار في كالينينغراد. وقال إن من المقرر تشغيل المحطة الجديدة بالطاقة الكاملة عام 2014، وستصل قدرتها على الرصد إلى مدى 6 آلاف كيلومتر. لكنه أشار إلى احتمال أن تعمل المحطة بالطاقة الكاملة «مبكراً عند الضرورة».