منوبة (تونس) - رويترز، ا ف ب - تحوّلت احتجاجات عشرات السلفيين في كلية بالعاصمة تونس للمطالبة بحق المنقبات في خوض الامتحانات إلى اشتباكات مع طلبة علمانيين أمس الثلثاء في أحدث علامة على احتدام الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس. ويعتصم عشرات الطلبة السلفيين منذ أول من أمس في مقر كلية الآداب بمنوبة مطالبين بحق المنقبات في خوض الامتحانات والفصل بين الذكور والاناث في الفصول. وتسبب الاعتصام في منع اجراء الامتحانات بالجامعة. وزادت اعداد السلفيين أمس إلى المئات بعدما جاء آخرون من كليات أخرى ورفعوا لافتات كتب عليها «يجب الانتصار للإسلام» و «نطالب بمصلّى وضمان حق المنقبات». وسرعان ما تحوّل الاحتجاج الى اشتباكات مع طلبة آخرين طالبوهم بالانسحاب وتمكينهم من اجراء الامتحانات معبّرين عن رفضهم للمنقبات. واشتبك السلفيون مع الآخرين بالأيدي وسط الكلية وهم يرددون «الله أكبر» بينما يردد آخرون النشيد الوطني. وجرح عدد من الطلبة. وقال شاب سلفي كان يخطب وسط مئات الطلبة «نحن لا نريد الصدام مع أحد.. نريد أن تحترم حرية الطالبة المنقبة مثل بقية الطالبات الاخريات.. نريد بيت صلاة.. هذا لا يضر أحداً.. أين المشكلة؟». وقالت طالبة عرّفت نفسها باسم صابرين «يريدون أن يحوّلوا الجامعة من مقر للدارسة إلى مكان ديني.. ما نراه اليوم غريب عنا. لا أصدق ما أراه.. وكأننا في جامعة بأفغانستان.. هل هذا مفهوم الحرية لديهم؟ يجب أن يتوقفوا». وقال رئيس الكلية شكري مبخوت لوكالة «فرانس برس» الثلثاء، إن «السلفيين موجودون في بهو الكلية وحاولوا منع الطلبة من دخول الأقسام، لكن تم التصدي لهم وتمكّن الطلبة من الدخول إلى الأقسام ومتابعة الدروس». وكان عميد الكلية حبيب كاسدغلي، قال في اتصال مع وكالة «فرانس برس»، إن «مجموعة من السلفيين الذين يرتدون ملابس أفغانية يتجمعون منذ بعد الظهر (الاثنين) أمام مكتبي». وأضاف: «أنا كرئيس للجامعة أرفض تدخّل الأمن لإخراجهم، ونفضّل معالجة المشاكل بمفردنا في الوقت الحاضر». وتابع: «سنبقى متيقظين لمنع كل التجاوزات». من جهته قال مبخوت إن «نقابة التعليم العالي دعت اليوم (أمس) الثلثاء إلى اجتماع عام في الكلية للمساندة». وقال كاسدغلي إن السلفيين الذين يؤكدون انهم طلاب في الكلية، عددهم بالعشرات، وقطعوا أول من أمس درساً في قسم اللغة الانكليزية. وأضاف: «إنهم يطالبون بتسجيل طالبات منقبات وإقامة قاعة للصلاة ومنع الاختلاط في الدروس ومنع النساء من تعليم رجال، أو العكس». وتابع: «إنها المرة الأولى التي تتخذ فيها الأمور منعطفاً كهذا».