طهران، لندن - «الحياة»، رويترز - نددت بريطانيا بقرار مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني خفض مستوى التبادل الديبلوماسي معها، فيما وافق مجلس صيانة الدستور في إيران على هذا القرار، بعد ساعات على صدوره، ما عكس جدية طهران في اظهار رد على العقوبات التي فرضتها بريطانيا على الجمهورية الإسلامية الأسبوع الماضي. وشكل القرار الإيراني خطوة تعدّ الأولى من نوعها منذ العام 1989 عندما قطعت العلاقات بسبب امتناع لندن عن تلبية طلب طهران ادانة الكاتب سلمان رشدي، بسبب كتاب له اعتبر مهيناً للشريعة الإسلامية. وأشارت رئاسة الوزراء البريطانية امس، الى اجتماع لديبلوماسيين بارزين يمثلون عدداً من دول الاتحاد الأوروبي في طهران، لمناقشة رد فعل موحد على قرار البرلمان الإيراني. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحافيين، ان لندن تدرس كيفية الرد بدقة على القرار الإيراني، مشيراً الى مناقشات يجريها وزراء خارجية دول الاتحاد بعد غد الخميس، لاقرار عقوبات جديدة «مؤلمة» على إيران، قد تتضمن قطع روابط مالية وحظر استيراد النفط الإيراني بسبب برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في سعيه الى انتاج أسلحة نووية. في المقابل، صعدت طهران اتهاماتها لواشنطن. وأعلن وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي أن العملاء ال12 للاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) المعتقلين في إيران ولبنان، كانوا يتجسسون في كل المجالات. ونقلت وكالة انباء «مهر» الإيرانية عن مصلحي قوله على هامش مراسم «الملتقى التعبوي الرابع للدفاع الوطني»، إن «الجواسيس» ال12 كانوا يتجسسون لمصلحة أميركا «في كل المجالات». وأضاف إن «الاستكبار» ينفق مبالغ كبيرة ويقوم بإجراءات عدة لكبح الصحوة التي انطلقت في المنطقة «لأنه يعلم أنها تتخذ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسوة لها»، مشيراً الى أن «هذه الحركة لا يمكن كبحها». وتابع مصلحي أن «الشعب الإيراني صامد ومتمسك بعقيدته بقوة، وهذا الصمود يقدم أسوة لشعوب المنطقة، بأن تواصل حركتها بصبر واستقامة». وكان مسؤولون أميركيون اعترفوا الأسبوع الماضي، باعتقال حوالى 12 جاسوساً في لبنان وإيران، كانوا يمدون «سي آي إي» بمعلومات حول البلدين. من جهة أخرى، قدّر رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد ايتي برون ان الإنفجار الذي وقع في قاعدة عسكرية قرب طهران قبل أسبوعين، ألحق ضرراً بالغاً بتطوير الصواريخ في هذه القاعدة وربما أوقف مسار التطوير فيها. لكنه أشار إلى وجود بدائل لتطوير الصواريخ في منشآت أخرى إيرانية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن برون قوله خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست امس، إن «الانفجار في موقع تطوير صواريخ ارض – أرض من شأنه أن يعرقل أو يوقف استمرار التطوير في المحور ذاته (أي في القاعدة العسكرية ذاتها)». لكنه أضاف: «ينبغي التشديد على أن لدى إيران مسارات تطوير أخرى غير هذه المنشأة». وتطرق إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشار إلى أن إيران أجرت تجارب ذات سمة عسكرية في برنامجها النووي، واعتبر أن التقرير «لن يؤدي إلى تغيير في أدائها ومواصلة تطوير برنامجها النووي». ولفت الى أن البرنامج النووي الإيراني يتقدم باستمرار رغم الضغوط الكثيرة على إيران «مثل الجهود المبذولة لتنفيذ اغتيالات ومثل الوضع الاقتصادي في إيران، واحتمالات تقويض مكانة النظام».