طهران، باريس، لندن – أ ب، رويترز، ا ف ب - أعلنت طهران أمس، اعتقال 12 «جاسوساً» لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، وتوقعت أن «يركع» الغربيون قريباً أمامها، معتبرة أن الثورات التي تشهدها دول عربية ستتمخض عن «إيرانات جديدة». وقال قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني إن مصر الآن هي بمثابة إيران جديدة، وكذلك البحرين وليبيا واليمن. في غضون ذلك، تراجعت باريس سريعاً عن إعلانها أمس نيتها فرض حظر على وارداتها من النفط الخام الإيراني. وأشار ناطق باسم الخارجية الفرنسية الى تصريحات «غامضة» صدرت عن الوزارة، قائلاً: «القرار على المستوى الوطني سيكون بالتنسيق مع شركائنا الأوروبيين». وكان ناطق باسم الوزارة قال: «وقف مشتريات النفط الايراني جزء من التدابير التي اقترحتها فرنسا على شركائها، وسنطبقها على المستوى الوطني». الى ذلك، أكد مدير اتحاد صناعة النفط في ايطاليا بييترو دي سيمون حتمية حظر بلاده واردات النفط الخام من إيران، فيما توقّعت الخارجية البريطانية فرض عقوبات على «كيانات وأفراد» آخرين في إيران، خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر المقبل. كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم أيضاً الى فرض عقوبات على الصناعة النفطية والبنك المركزي الإيرانيين لحمل طهران على التخلي عن مشاريعها النووية. في طهران، قال النائب برويز سروري، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، ان العملاء ال12 ل «سي آي إي» المعتقلين كانوا يعملون بالتنسيق مع الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) وأجهزة استخبارات أخرى في المنطقة، مستهدفين القوات المسلحة الايرانية والبرنامج النووي لطهران. واضاف: «أجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية تحاول الإضرار بإيران، من الداخل والخارج، مستخدمة أجهزة استخبارات إقليمية». في الوقت ذاته، تحدث وزير الاستخبارات حيدر مصلحي عن «حرب استخباراتية بين إيران من جهة، وإسرائيل وأميركا وبعض الدول المطلة على الخليج الفارسي من جهة أخرى». وأشار وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي الى «التهديدات الغربية»، قائلاً: «لن يمضي وقت طويل حتى يركع الغربيون خاضعين أمام الشعب الايراني، طالبين مسامحتهم». ورفض الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست اتهام بلاده بغسل أموال، قائلاً: «الأميركيون غاضبون ويرتكبون أخطاء، متوهمين أنهم قادرون علي التضييق علي النظام المصرفي الإيراني، وأن الشعب الايراني سيتعب ويستسلم». أما الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي للشؤون العسكرية، فاعتبر أن «لا ضرورة لأن تستهدف ايران بصواريخها الباليستية، الكيان الصهيوني، إذ ان كل مستوطناته في مرمى صواريخ الكاتيوشا لحلفائنا في حزب الله» اللبناني. وزاد: «يدرك الصهاينة جيداً، انهم اذا شنوا أي حرب، سيُستهدفون بكل قوة من جنوب لبنان ومن (حركة) حماس ومن ايران». ورأى أن «الأميركيين يعانون نقاط ضعف كثيرة في الخليج الفارسي الذي يُعتبر حقل ألغام، إذا فجروه ينهار الاقتصاد العالمي». وسخر قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني، من التهديدات الأميركية باغتياله، قائلاً: «التهديد بقتلي لا يعني شيئاً، ولا يزعجني، بل هو نعمة طالما سعيت إليها. لا أخشى الموت، إذا كان إرادة الله». وأضاف: «تمخضت المنطقة الآن عن عدد من الإيرانات الكبرى (الجديدة)، فمصر إيران (جديدة)، سواء أردتم أم لم تريدوا ذلك. إعلموا أن ليبيا واليمن والبحرين الآن، هي بمثابة إيران (جديدة)، وهذه الأمم العظيمة ستقف معاً ضد التهديد».