أعلنت مصادر روسية أن قطعاً بحرية روسية بينها حاملة طائرات، سوف تتوجه إلى حوض المتوسط قريباً، ويُنتظر أن تتوقف في موانئ عدة بينها طرطوس. وأكدت رئاسة أركان الأسطول الروسي الخطوةَ، مشيرة الى انها «رحلة تدريبية مخططة منذ العام الماضي ولا علاقة لها بتطورات الموقف حول سورية». وأثار الإعلان فور صدوره تساؤلات عن أهداف تحركات السفن العسكرية الروسية في المتوسط، خصوصاً أن بين السفن الثماني المشاركة، وهي تابعة لأسطول الشمال الروسي، كاسحة جليد وحاملة الطائرات «أدميرال كوزنيتسوف» المزودة مقاتلات من طراز «سوخوي» و «ميغ» وراجمات صواريخ ومروحيات، وتأتي وسط رفض روسي لتدخل غربي في سورية. لكن ناطقاً باسم رئاسة أركان الأسطول، أكد رداً على أسئلة الصحافيين في موسكو أمس، عدمَ وجود علاقة بين التحركات الروسية والوضع حول سورية. وقال الناطق إن القطع البحرية الروسية التي تصل إلى المنطقة بداية الربيع المقبل ستزور بالإضافة إلى طرطوس، ميناء بيروت وميناء جنوا الإيطالي وميناء قبرصياً. وأضاف أن الرحلة مخططة منذ العام الماضي قبل أن تبرز التطورات الأخيرة في المنطقة، و «لا سبب يدفعنا لتأجيلها أو إلغائها». وأضاف الناطق أنه سيتم خلال الجولة إجراء اختبارات على طائرات «ميغ» التي صنعت بناء على عقد مع الهند، ما يكسب الجولة طابع تدريب تقوم به السفن العسكرية الروسية بين حين وآخر. يُذكر أن حاملة الطائرات «ادميرال كوزنيتسوف» زارت المنطقة وتوقفت في ميناء طرطوس السوري مرتين في السابق، في العامين 1995 و2007. وكانت الضجة حول التحركات العسكرية الروسية في المتوسط برزت بقوة قبل أسابيع، عندما نقلت وسائل اعلام إسرائيلية أن ثلاث سفن حربية روسية توقفت في طرطوس، واعتبرت أن مهتمها تدخل في إطار مواجهة سفن أميركية رست في المياه الدولية قبالة الشواطئ السورية. ورفض الجيش الروسي في حينها التعليق على المعطيات، وقال ناطق باسمه إن «الجيش لا يعلق على معطيات صحافية تخص تحركات قطعه في العادة». لكن الأميرال نيكولاي سيليفانوف، وهو رئيس سابق لأركان البحرية الروسية، قال إن سفينة الخفر «سميتليفي» دخلت بالفعل إلى ميناء طرطوس في مهمة عادية وبقيت في مركز الصيانة الروسي لمدة شهر، ثم غادرته متوجهة إلى البحر الأسود. ومعلوم أن مركز صيانة السفن العسكرية الروسي في طرطوس، بُني في العام 1971، وكان يستخدم في العهد السوفياتي كمحطة لتزويد السفن بالوقود، وتم خلال السنوات الأخيرة توسيع رصيفه وتحسينه من أجل تقديم خدمات الصيانة لسفن اسطول الشمال الروسي، ويخدم فيه بشكل دائم نحو خمسين عسكرياً روسياً. ووفق معطيات وزارة الدفاع الروسية، لا توجد أي سفن روسية في المركز حالياً. إلى ذلك، قالت مصادر أمنية اسرائيلية إن اسرائيل قررت نشر ثلاث وحدات مدرعة عند حدودها الشمالية مع سورية ولبنان، خشيةَ ان تؤدي تفاعلات فرض عقوبات اقتصادية عربية على سورية الى رد فعل سوري يثير توتراً أمنياً يشعل المنطقة. وذكرت المصادر ان سبع دول في منطقة الشرق الاوسط رفعت حال التأهب العسكري واتخذت احتياطات امنية في أعقاب فرض العقوبات، مشيرة بشكل خاص إلى اسرائيل، التي تبقي الباب مفتوحاً أمام إرسال وحدات أخرى وفق ما تراه مناسباً، كما كثفت عملها لإنجاز السياج الامني المحيط بالحدود السورية وحفر الخنادق. ونقل احد المواقع الالكترونية المقرب من اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، والمتخصص في الشؤون الاستخباراتية الامنية، عن مصادراستخباراتية اسرائيلية وغربية وعربية «أن الدول التي تتأهب لتصعيد امني هي إيران وتركيا ولبنان والأردن وإسرائيل، إلى جانب الاسطولين الحربيين التابعين لروسيا والولايات المتحدة». وادعت المصادر ان الاجهزة الاستخباراتية رصدت نشاطاً إيرانياً غير مسبوق، حيث انطلق من طهران ما سمّته ب «القطار الجوي» نحو دمشق، يحمل قوات كبيرة من «الحرس الثوري» الايراني يحتمل ان تنتقل إلى لبنان لتنضم الى مقاتلي «حزب الله» استعداداً لأي طارئ. ووفق إسرائيل، فقد نقل حتى الآن 150 مقاتلاً إيرانياً الى مناطق انتشار «حزب الله»، في وقت ترسل روسيا، وفق التقرير الاسرائيلي، الى سورية كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة قادرة حتى على مواجهة احتمال فرض حظر جوي على سورية. وبين هذه الاسلحة: صواريخ مضادة للطائرات من نوع Pantsir-S1 قادرة على مواجهة مروحيات وطائرات من دون طيار وطائرات مقاتلة بارتفاع حتى 15 كيلومتراً، كما يمكن هذه الصواريخ ان تواجه أسلحة ذكية ودقيقة تطلق من طائرات حربية باتجاه اهداف معينة.