طهران، واشنطن، بكين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أطلق مجلس الشورى الايراني أمس، اجراءً طارئاً للتصويت الأحد على مشروع قانون يقضي بخفض العلاقات الديبلوماسية مع بريطانيا التي اعتمدت الاثنين الماضي، على غرار الولاياتالمتحدة وكندا، عقوبات جديدة ضدها تشمل قطاعات المال والنفط والبتروكيمياويات، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. تزامن ذلك مع كشف استطلاع للرأي تأييد نحو 50 في المئة من الأميركيين توجيه ضربة عسكرية لايران إذا فشلت العقوبات المفروضة عليها، لكن 55 في المئة من المستفتين عارضوا تنفيذ عملية فورية، فيما اعتبرت الصين ان العقوبات الجديدة «ستفاقم الأزمة وتصعّد المواجهة». وايدّ 198 نائباً ايرانياً في مقابل معارضة 5 فقط التصويت على مشروع قانون أعدته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، ويقضي بتكليف وزارة الخارجية خفض خلال مهلة اسبوعين العلاقات مع بريطانيا الى مستوى القائم بالاعمال، وتقليص العلاقات الاقتصادية والتجارية الى الحد الادنى، علماً ان طهران لا تقيم ايران علاقات ديبلوماسية مع واشنطن منذ اكثر من 30 سنة، فيما خفضت علاقاتها مع اوتاوا الى حدّ كبير. وردد النواب خلال التصويت «الموت لبريطانيا»، بينما طالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية علاء الدين بروجوردي وزير الخارجية علي اكبر صالحي بطرد السفير البريطاني بسبب سياسة بلاده المعادية لايران. وفيما أكد رئيس البنك المركزي محمود بهماني ان «قرار بريطانيا سياسي وغير مهني في ظل انقطاع علاقاتنا المالية معها في الأصل»، استغرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «تكرار الأوروبيين كخدم أذلاء كلمات معلمهم (الولاياتالمتحدة) في شأن قطع علاقاتهم المصرفية معنا وتجميد ارصدتنا». وكان الاتحاد الأوروبي اعلن عزمه مواكبة العقوبات الجديدة عبر تجميد ارصدة حوالى 200 شخص وشركة اضافيين في ايران. كما طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تجميد موجودات البنك المركزي الايراني على الفور، من دون ان توضح وزارة الخارجية الفرنسية قيمة هذه الموجودات وحجم المشتريات الوطنية من النفط الايراني. وقال نجاد امام حشد في بلدة باكدشت (شرق): «أنصحهم ان يكفوا عن هذا الصخب، والاعتقاد بأن التكشير عن انيابهم ومخالبهم سيوقف سعينا الشرعي الى امتلاك تكنولوجيا نووية»، مضيفاً: «لن نتراجع، ونؤكد اننا لا نريد السلاح الذري». في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «كوينيبياك» دعم نسبة 50 في المئة من الأميركيين استخدام القوة ضد ايران، لكن ليس على الفور، وفقط بعد اثبات عدم فاعلية العقوبات ضدها. واعتبر 46 في المئة من المستفتين ان الولاياتالمتحدة يجب ان تدعم اسرائيل إذا هاجمت ايران، فيما اعتقد 60 في المئة منهم ان العقوبات الاقتصادية ضد ايران غير فعّالة حالياً. اما الصين فكررت ان «الضغوط والعقوبات لا يمكنها في الأساس حل الأزمة مع ايران، بل ستعقدها وتفاقمها وتصعد المواجهة غير المفيدة لاستقرار المنطقة وسلامها، نشدد على الحاجة الى المفاوضات».