انقرة، الجزائر - ا ف ب، يو بي اي - دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي "لمنع المزيد من اراقة الدماء" في سورية. وصرح اردوغان امام الكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية" في مجلس النواب مخاطبا الرئيس السوري "عليك التنحي من اجل خلاص شعبك وبلادك والمنطقة". وكان اردوغان، الصديق الشخصي السابق للاسد قبل بدء حركة الاحتجاجات في سورية وقمعها بعنف من جانب الحكومة السورية، اعلن قطع علاقاته مع النظام وانتقد الاسد مرارا، الا انها المرة الاولى التي يدعو فيها الاسد الى التنحي صراحة. ووجه اردوغان انتقادات جديدة الى الاسد الذي اكد في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة "صنداي تايمز" استعداده "الكامل" للقتال والموت من اجل سورية اذا اضطر لمواجهة تدخل اجنبي. وقال اردوغان ان موقف الاسد هذا شبيه بتعنت هتلر او موسوليني. واضاف اردوغان ان "تحارب حتى الموت ضد رغبة شعبك ليس عملا بطوليا. اذا اردت امثلة على قادة قاوموا حتى الموت ضد شعوبهم، هناك هتلر والمانيا النازية وموسوليني وحتى نيكولاي تشاوشسكو في رومانيا". وفي الجزائر، ذكرت إحدى الصحف أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزعيم حركة النهضة التونسية الفائزة بانتخابات المجلس التأسيسي، راشد الغنوشي، اتفقا على رفض التدخل الأجنبي في سورية. وقالت صحيفة "الخبر" إن بوتفليقة استقبل الغنوشي أمس وبحث معه العلاقات الثنائية والأوضاع العربية والدولية في لقاء استمر 3 ساعات ونصف الساعة، تطرقا فيها إلى الوضع في سورية وموقف الجامعة العربية من الأزمة. وأشارت إلى أن الجانبين اتفقا على أن "التدخل الأجنبي غير مقبول في سورية" ودعيا إلى "مزيد من الجهود العربية من أجل إبقاء الحل عربياً، من دون أي تدخل أجنبي، مع التأكيد على ضرورة وقف العنف وحماية المدنيين". وأضافت الصحيفة أن المحادثات توسعت إلى الأوضاع في مصر، حيث عبرا عن أسفهما للتطورات الخطيرة التي تشهدها مصر منذ ثلاثة أيام. وأشارت إلى أن بوتفليقة "أبدى اهتماما كبيرا بالأوضاع في ليبيا، وعبر عن أمله في تحقيق هذا البلد الجار والشقيق للاستقرار". وقالت إن الغنوشي طمأن بوتفليقة بأن ''عددا كبيرا من القيادات الجديدة في ليبيا هم من تلامذته وأصدقائه الذين يعرفهم جيدا، وله علاقات ممتازة معهم''، وأضافت أنه ''يثق فيهم وفي إمكانية قيادتهم ليبيا إلى بر الأمان من خلال الانتخابات التي ستجري السنة المقبلة". من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن بوتفليقة قوله للغنوشي "إن التجربة في تونس أرجعت لي الأمل في التغيير الناجح''، مشيرة إلى أنه شجّع النهضة على التعاون مع القوى السياسية في تونس، وثمن دعوتها إلى حكومة ائتلاف وطني. وأعرب الرئيس الجزائري عن اهتمامه بأن تكون العلاقات بين الجزائروتونس في "مستوى استثنائي" ووعد بأنه ''سينظر في مسألة تنمية المناطق الحدودية بين البلدين'' نزولا عند طلب الغنوشي دعم تحويل المناطق الحدودية إلى "مناطق للتكامل والتعاون وعاملا إيجابيا للتنمية". واعتبر الغنوشي أن "العلاقات بين الجزائروتونس ستكون منطلقا لتجديد الأمل في مستقبل أحسن لمنطقة المغرب العربي ككل". وكان الغنوشي التقى مع عدد من كبار المسؤولين الجزائريين من بينهم رئيس الوزراء أحمد أويحيى ورئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى في البرلمان) عبد العزيز زياري، ورئيس مجلس الأمة (الغرفة العليا) عبد القادر بن صالح بالإضافة إلى زعيم حركة مجتمع السلم (الإخوان المسلمون) أبو جرة سلطاني الذي يشارك حزبه في الحكومة بأربعة وزراء. كما زار الغنوشي عائلة الراحل محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم الذي كان وراء ضمان إقامته في الجزائر بعد ملاحقته من قبل نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في بداية تسعينيات القرن الماضي.