شيئاً فشيئاً تتكشف فظائع الحريق الذي راحت ضحيته معلمتان وأصيبت من جرائه 54 طالبة في مجمع مدارس «براعم الوطن» في جدة السبت الماضي. إذ أعلنت جمعية حقوق الإنسان أن تفقّدها المجمع المنكوب كشف أن «براعم الوطن» استخدمت الطبقة السفلى (البدروم) والمرافق الخدمية في مبناها فصولاً لاستيعاب أكبر عدد من الطالبات. واتضح أمس أن مصابي الحريق ليس الطالبات وحدهن، إذ إن ذوي المروءة والشهامة الذين تصادف مرورهم قرب المجمع عند الحادثة وهبُّوا لنجدة الطالبات ومساعدتهن على النجاة أصيبوا هم ذاتهم بجروح وآلام استدعت نقلهم إلى المستشفيات. وبسبب الحريق والخوف من السيول والأمطار أضحى «الجداويون» يتندرون بأنه بات عليهم بعد ضرورة شراء «قارب» للنجاة من السيول، أن يشتروا طفايات حريق... تحسباً من الكوارث التي غدت ملازمة لمدينتهم. وقال عضو جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة معتوق الشريف ل «الحياة» أمس، إن وفد الجمعية لمجمع «براعم الوطن» لاحظ أن عدد طالباتها يبلغ 900، وهو رقم يفوق الطاقة الاستيعابية للمبنى. وتعهّد دعماً قانونياً لأسر المتوفيتين والمصابات إذا قررن اللجوء إلى القضاء. وفي سياق ذي صلة، رصدت «الحياة» وجود مواطنين في المستشفيات دفعتهم نخوتهم وشهامتهم إلى مساعدة الطالبات بعد اندلاع الحريق، ومنهم حسان الطليقي الذي أصيب بتمزّق في عضلات يديه وجروح بسبب تساقط الطالبات المندفعات للنجاة من الحريق. وأصيب صالح الثقفي بجروح وكدمات جراء سقوط قطعة خشب من أعلى المدرسة عليه أثناء محاولته إنقاذ طالبات حاصرهن الحريق. «شقيقة ريم»: شكت لي ذات مرة...كل شيء في المدرسة مغلق وكأنها سجن! «حقوق الإنسان»:«براعم الوطن» حوّلت مرافق خدمية إلى فصول دراسية أرواح هطلت مثل المطر... و«إبراهيم» بسط يديه لإنقاذها «مصابون» سقطوا على «شراشف» المتطوعين قبل «إسفنج» الدفاع المدني جدة «تكظم غيظها»... وتندّر أهلها: أسيرُ ب «قارب» أم ب «طفاية» حريق ؟