تجلى الحزن على ملامح المعلمة في مدرسة براعم الوطن أحلام الغامدي وبدت الحسرة أكبر على تقاسيم وجهها، وهي تحاول الدخول إلى مقر عملها المنكوب للاطمئنان على زميلاتها وطالباتها، خصوصاً أنها لم تحضر إلى المدرسة بسبب ظروف خاصة دعتها للغياب قسراً السبت الماضي، وما زاد من ألمها أن الإجازة الأسبوعية فصلت بينها وبين فراق زميلاتها. وهي تتلوى كمداً، حاولت الغامدي أكثر من مرة الدخول إلى مدرستها بعدما وصلت إليها خصيصاً لمعرفة ما جرى، فظلت تسأل في إلحاح عن مصير زميلاتها وطالباتها، خصوصاً بعدما كثر الحديث عن وجود وفيات وإصابات خطرة في صفوفهن. وبعد أن عجزت عن الدخول إلى المدرسة والدموع رقراقة على أعينها، قالت ل «الحياة»: «حزينة لأنني لم أكن مع زميلاتي أثناء وقوع الحريق»، مشيرة إلى أنها لو كانت موجودة لكان الحزن لديها أخف وطأة مما تعيشه حالياً. وأضافت: «شاءت الأقدار أن أكون بعيدة عن هذه الكارثة التي لن أنساها، وجئت إلى المدرسة لكي أطمئن على زميلاتي وطالباتي، خصوصاً أنني لم ألتقهن منذ ثلاثة أيام بسبب الإجازة الأسبوعية التي تزامنت مع اعتذاري عن الحضور لظروف خارجة عن إرادتي»، لافتة إلى أنها منذ علمها بنبأ الحادثة، وعلى رغم ظروفها الاستثنائية، إلا أنها أصرت على الحضور والاطمئنان على زميلاتها. وحول ما إذا كانت لديها معرفة بأسباب الحريق، أوضحت أنها لا تعلم عنها شيئاً وأين ولم وقع، خصوصا أنها أجرت اتصالات على هواتف زميلاتها لكنهن لم يرددن عليها، مفيدة أنها ستذهب إلى المستشفيات للاطمئنان على حال المصابات في الكارثة. وفي الصدد ذاته، يعيش الطفلان عبدالله وحمزة (أربعة أعوام) اللذان يدرسان في المجمع المدرسي المحترق حالة نفسية سيئة بسبب الفاجعة التي شاهداها والخوف الذي أصابهما جراء رؤيتهما الطالبات يتدافعن على الأبواب، إضافة إلى سقوط بعضهن من أماكن مرتفعة من المدرسة. ووفقاً لإفادات شقيقهما الطالب هو الآخر في مدرسة مجاورة إلى المدرسة المنكوبة محمد حسن الجباري ل «الحياة»، أن شقيقيه يعيشان حالة سيئة بسبب الخوف والهلع والمشاهد التي عاشوا فصولها من قرب داخل المدرسة قبل نجاتهما منها، مشيراً إلى أنه عاد من مدرسته لأخذ حمزة وعبدالله اللذين يدرسان في «التمهيدي» ليجدهما مصابين بنوبة من البكاء الهستيري، بيد أنه تمكن من اصطحابهما من المدرسة، مبيناً أن أصوات وصراخ الطالبات والمدرسات بدأ في الارتفاع، وسمعهن ينادين بأعلى أصواتهن ويطالبن بالإنقاذ بأي طريقة ممكنة. ومضى قائلاً: «على رغم إبلاغ عمليات الدفاع المدني بالحريق إلا أنها لم تصل إلا في وقت متأخر»، لافتاً إلى أن عدداً من المتطوعين وإحدى دوريات الأمن بدأوا في مساعدة الطالبات على الخروج من داخل المدرسة بعد فتح الأبواب.