دقائق معدودة أنقذت الطالبتين دانا وتالا من حريق مدرسة براعم الوطن المنكوبة، وذلك عندما حضر والدهما واصطحبهما إلى المنزل قبل وقوع الكارثة. يروي والد الطالبتين أسعد أياز المعلم في مدرسة الصفا الابتدائية تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة في حياة طفلتيه، قائلا «حضرت إلى المدرسة لأخذ ابنتي إلى المنزل، وبينما نحن في الطريق تفاجأت باتصال من والد وشقيق زوجتي يسألان فيه بنبرة يكتنفها الخوف: أين البنات؟ فأجبتهما بأني اصطحبتهما إلى المنزل، فأخبراني بأن حريقا اندلع في المدرسة، وأضاف خلال أيام الدراسة كنت أحضر كعادتي إلى المدرسة باكرا لاصطحاب تالا (سبعة أعوام) في الصف الأول الابتدائي وبعد إيصالها أعود لاحقا لاصطحاب دانا (عشرة أعوام) في الصف الرابع الابتدائي، إلا أنني في يوم الكارثة وعند حضوري إلى المدرسة طلبت من الحارس النداء على تالا فرد قائلا: أن بإمكاني أخذ دانا أيضا، فاصطحبتهما معا إلى المنزل لأسمع بعدها نبأ الفاجعة، فحمدت الله تعالى على تمكيني من إخراجهما من المدرسة قبل الحريق». وعبر والد الطفلتين عن حزنه وألمه الشديدين ومواساته لأسر الضحايا قائلا: «رغم أنني وحتى هذه اللحظة ما زلت استشعر وهول المصاب وحرقة الفراق، إلا أنني أحمد الله أنهما لم يشاهدا ما حدث، حيث كانت العناية الإلهية رحيمة بهما من خوض التجربة المأساوية التي بلا شك لن ينساها آباء وأسر الطالبات، ولاسيما من فقدوا فلذات أكبادهم، محملا إدارة المدرسة مسؤولية اندلاع الحريق وما نجم عنه من خسائر في الأرواح وإصابات، مرجعا أسباب ذلك لعدم تفعيل خطط إخلاء الطالبات، وعدم تدريبهن على التصرف في الحوادث، مشيرا إلى إمكانية أن تتكرر الحادثة في مدارس أخرى مالم يتم التشديد على ضوابط المباني التعليمية للجنسين، والتأكد من تحقيق اشتراطات السلامة، لافتا إلى أن النسبة الكبرى من المدارس الخاصة تعاني من خلل فاضح في مبانيها ولا تتواءم مقراتها مع أبسط اشتراطات السلامة». وقالت دانا وتالا وهما في حضن والدهما إن فصليهما يقعان على مقربة من «البدروم» الذي اندلع منه الحريق.