طرابلس، بنغازي - رويترز، أ ف ب - أكد قائد ليبي كبير أمس الاثنين أن مقاتليه اعتقلوا مدير المخابرات السابق عبدالله السنوسي، وذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء الليبي المكلف عبدالرحيم الكيب ألقت شكوكاً حول صحة توقيف السنوسي بعد يوم واحد من توقيف سيف الإسلام القذافي في جنوب ليبيا. وقال اللواء أحمد الحمدوني ل «رويترز» هاتفياً إن السنوسي «بين أيدي كتيبة جحفل فزان». وكان مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي قالوا الأحد إن مسؤولين محليين في بلدة سبها الصحراوية أكدوا اعتقال السنوسي بعد محاصرته في منزل تملكه شقيقته. وعقب مقتل معمر القذافي منذ شهر لم يبق سوى نجله والسنوسي على قائمة من نجا من الليبيين المطلوبين للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين إن اللجنة طلبت من السلطات الليبية السماح لها بزيارة سيف القذافي في السجن وتتوقع أن تتم الزيارة قريباً. كذلك دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى ضمان حصول سيف الإسلام وعبدالله السنوسي على معاملة انسانية. ويأتي ذلك في وقت يُتوقع أن يُعلن عبدالرحيم الكيب تشكيلته الحكومية اليوم الثلثاء بعدما مناقشة الأسماء مع المجلس الوطني الانتقالي. وأوضح الكيب أنه يعمل جاهداً لضمان أن تكون الحكومة صلبة ومتماسكة وقادرة على أداء مهمتها. وكتبت وكالة «فرانس برس» تقريراً من طرابلس تحدثت فيه عن اعتقال موالين لمعمر القذافي في سجون العاصمة من دون أن يلوح في الأفق أي موعد لمحاكمتهم في ظل عدم انشاء المجلس الوطني الانتقالي أي نظام قضائي يبت في مصيرهم. وقال أحد المعتقلين في سجن الخندق في ضاحية تاجوراء في طرابلس «أولاً نريد أن نعرف سبب وجودنا هنا». وفي السجن يسود جو جيد نسبياً حيث الزنزانات مفتوحة على الساحة الرئيسية التي يسمح لبعض المعتقلين بالسير فيها بحرية. وصرح عثمان مختار وهو في الخمسينات من العمر: «أفضّل النظام السابق. وهذه ليست جريمة. ومثل الكثير من الناس، فقد تأثرنا بإعلام القذافي». وأضاف: «صحيح انني حملت السلاح، ولكن ليس لقتل اشقائي الليبيين. لقد رأيت افارقة يحملون السلاح للدفاع عن القذافي. واعتقدت انني استطيع أن افعل الشيء نفسه. فهذا واجبي كمواطن ليبي». وأضاف أنه سلم سلاحه للمجلس الوطني الانتقالي في 3 تشرين الأول (اكتوبر) و «في اليوم التالي جاءت ثلاث من سيارات المجلس وأخذتي من منزلي. وما زلت لا أعرف لماذا». وإلى جانب مختار وقف عامر سالم (30 سنة) الذي قال انه اعتقل اثناء خروجه من بني وليد التي كانت أحد آخر معاقل القذافي وتقع على بعد 170 كلم جنوب شرقي طرابلس. وقال: «أتوا بي إلى هنا بعدما صادروا سيارتي وكل الفضة التي كانت معي. وفي البداية كان الحراس يضربوننا كل يوم، ولكن الأمور تحسنت كثيراً الآن». أما علي عياد (26 سنة) فقال انه تم اعتقاله لدى مغادرته بني وليد و «أنا في السجن منذ 65 يوماً. ولم تعلم عائلتي انني على قيد الحياة سوى بالأمس». في غضون ذلك، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، مساء الاحد، اختيار قيادة جديدة ل «مواجهة متطلبات» مرحلة ما بعد معمر القذافي. وفي ختام اول مؤتمر علني لها داخل الاراضي الليبية، انتخبت الجماعة بشير الكبتي مسؤولاً عاماً لها وفق ما اعلن سلفه سليمان عبدالقادر في مؤتمر صحافي. وتم التجديد ايضاً لمجلس شورى الجماعة. ويتحدر الكبتي من بنغازي مهد الانتفاضة التي اطاحت القذافي، وكان يقيم منذ 33 عاماً في الولاياتالمتحدة وعاد الى ليبيا قبل 6 اشهر. وصرح الكبتي إلى الصحافيين «لا شك في أن المرحلة الجديدة لها متطلباتها»، داعياً الى «اقامة دولة عصرية، حديثة، دولة مؤسسات وقانون». وأوضح انه بخلاف الاسلاميين في تونس ومصر اللتين شهدتا ايضاً ثورتين شعبيتين، فإن الإخوان المسلمين الليبيين لا ينوون حتى الآن تأسيس حزب لكنهم يدعون اعضاءهم الى المشاركة في الحياة السياسية. وقال «الجماعة لن تؤسس حزباً سياسياً اخوانياً، لكنها تشجع اعضاءها على مشاركة غيرهم من الوطنيين في تكوين حزب وطني ذي مرجعية اسلامية». وفي واشنطن (أ ف ب)، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأحد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تحقق في احتمال قيام ايران قبل اعوام بتزويد النظام السابق لمعمر القذافي قذائف كيماوية. وقالت نقلاً عن مسؤولين أميركيين وليبيين رفضوا كشف هوياتهم إن هذه القذائف التي ملأها الجيش الليبي بغاز الخردل عثر عليها خلال الأسابيع الأخيرة في موقعين بوسط ليبيا. وصرح مسؤول اميركي «نحن شبه واثقين» بأنه تم انتاج هذه القذائف في إيران.