بكين، تشنغدو - أ ف ب، رويترز - حذر نائب رئيس الوزراء الصيني، وانغ تشي شانن امس خلال محادثات مع مسؤولين أميركيين، من أن حال الاقتصاد العالمي ما زالت تبدو قاتمة وأن «التعافي غير المتوازن» ربما يكون الخيار الافضل. وجاء التحذير خلال الاجتماع السنوي للجنة التجارية الصينية - الأميركية في مدينة تشنغدو في جنوب غربي الصين، وهو تكرار لتصريحات وانغ في مطلع الأسبوع التي أشار فيها الى ان حدوث ركود عالمي طويل الامد أمر مؤكد وأن على الصين أن تركز على مشاكلها الداخلية. وقال في اليوم الثاني من محادثات اللجنة: «ظروف الاقتصاد العالمي قاتمة والأولوية القصوى لضمان الانتعاش الاقتصادي». وشدد على ضرورة ان تعمل الصين والولاياتالمتحدة معاً لتحقيق نمو اقتصادي متوازن، وأن تهتم بكين بتعزيز النمو قبل أن تقلق في شأن الخلل في الموازين العالمية. ويعني ذلك أن النمو القوي للاقتصاد الصيني سيكون أفضل للاقتصاد العالمي من التباطؤ في الصين ذاتها ولو كان ذلك يسبب عجزاً هائلاً في التجارة مع الولاياتالمتحدة. وقال: «التعافي غير المتوازن سيكون أفضل من ركود متوازن». وأضاف أمام عشرات من المسؤولين في قطاعات التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة المشاركين في الاجتماع: «الصين والولاياتالمتحدة اقتصادان كبيران يقدمان للعالم مساهمة ايجابية من خلال تنمية مطردة». ولا تتناول محادثات اللجنة سياسة أسعار الصرف، لكن المسؤولين الأميركيين حذروا وانغ ورفاقه خلال المحادثات من أنه لا يسعهم تجاهل تنامي نفاد صبر الأميركيين إزاء السياسة التجارية الصينية والقيود على الاستثمار. ويتمحور الخلاف بين البلدين حول العجز الهائل في تجارة الصين مع الولاياتالمتحدة الذي نما إلى مستوى قياسي عند 73.1 بليون دولار في عام 2010 من 226.9 بليون في 2009 على رغم تعهدات من الحكومتين بالعمل لتصحيح الخلل في الموازين العالمية. وأشار وزير التجارة الاميركي جون برايسون في الاجتماع، الى ان حكومته ترحب بالتوسع في التجارة والاستثمار، لكن على أساس متوازن. وقال: «لكن في الواقع أيضاً، فإن كثراً في الولاياتالمتحدة ومنهم مجتمع الاعمال والكونغرس، يتحركون نحو رؤية سلبية متنامية للعلاقات التجارية. لكن هل يمكن اللجنة التجارية المشتركة تحقيق تقدم ذي مغزى». وأوضح ان اليوم الأول من المحادثات لم يحقق التقدم المطلوب، وأضاف: «حان الوقت للعمل بجد وإحراز نتائج». وأوردت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية ان بكين تريد البدء بمفاوضات رسمية العام المقبل حول منطقة تبادل تجاري حر مع اليابان وكوريا الجنوبية. ويأتي نشر هذه المعلومة بعدما كثفت الولاياتالمتحدة جهودها الرامية الى إنشاء «الشراكة عبر المحيط الهادئ»، التي ستكون، اذا رأت النور، اكبر منطقة للتبادل التجاري الحر في العالم. ولم تدع الصين الى الانضمام الى مفاوضات هذه الشراكة، الا انها اعلنت عن عزمها ان «تدرس بجدية» امكان انضمامها الى هذا المشروع. لكن الصحيفة اكدت ان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، وبموازاة مشروع الشراكة عبر المحيط الهادئ، طلب الاسبوع الماضي على هامش قمة شرق آسيا في بالي، تسريع المفاوضات التجارية التي بدأتها بلده مع كل من كوريا الجنوبيةواليابان. وأشارت الصحيفة الى ان «وين اقترح ان تنتهي الدراسات المشتركة بين الدول الثلاث، والجارية على مستوى الحكومات وممثلي القطاع الصناعي وخبراء منطقة التبادل التجاري الحر، نهاية السنة، وأن تبدأ العام المقبل مفاوضات رسمية للتوصل الى اتفاق تجاري». وكانت سيول وطوكيو وبكين اتفقت في كانون الثاني (يناير) 2010 على اجراء دراسات جدوى اقتصادية في غضون سنتين حول انشاء منطقة للتبادل التجاري الحر بينها. وخلال قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ» (ابيك)، تلقت المفاوضات الجارية حول مشروع «الشراكة عبر المحيط الهادئ» دفعاً قوياً بإعلان كل من اليابان وكندا والمكسيك عن رغبتها في الانضمام اليها.