سنغافورة - أ ف ب، رويترز – مهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما لوصوله الى سنغافورة أمس، المحطة الثانية في جولته الآسيوية حيث يشارك في قمة منتدى آسيا - المحيط الهادئ (ابيك) الذي يضم 21 بلداً، بتأكيد التزام بلاده العمل «في إطار شراكة» مع دول المنطقة، وعدم سعيها الى «احتواء» الصين التي تنامى تأثيرها مستغلة انشغال الولاياتالمتحدة بالحربين اللتين تخوضهما في أفغانستان والعراق. ويواجه أوباما في القمة التي تختتم اليوم دعوات من القادة الحاضرين الى معالجة أزمات الاقتصاد العالمي عبر أفعال تتصدى لمسألة ضعف عملة الدولار الذي لفت وزراء المال في تايلاند ونيوزيلندا وتشيلي الى تأثيره الكبير في صادرات دولهم. ويطالب المجتمعون واشنطن أيضاً بإعطاء ضمانات لمكافحة الحمائية. وقال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون إن «أوباما يواجه ضغوطاً سياسية كبيرة تتناقض مع بنود اتفاقات التبادل الحر»، في إشارة الى ضغوط يمارسها الكونغرس. وتضاف الى ذلك خلافات ثنائية، مثل الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية أو التأخير في توقيع اتفاق التبادل الحر بين واشنطن وسيول. وفيما يتقلص اعتماد آسيا على الولاياتالمتحدة لقيادة عملية النهوض بعد تحول مركز الثقل في الاقتصاد العالمي، تزيد أرقام العجز التجاري الأميركي الذي بلغ 36.5 بليون دولار، بحسب أرقام نشرتها وزارة التجارة الأميركية أول من أمس، إلحاح الخبراء الأميركيين على ضرورة سعي أوباما الى زيادة فرص التصدير الى الصين وبقية الدول الآسيوية. ونجمت اكبر زيادة شهرية في العجز التجاري الأميركي منذ اكثر من عشر سنوات عن زيادة أسعار النفط وارتفاع الواردات من الصين. وقبل ساعات من توجهه الى سنغافورة، شدد أوباما في اليابان على أهمية بحث الأمور كلها مع الصين ب «روح الشراكة بدلاً من الضغينة»، في إشارة ضمنية الى التوتر المرتبط بانتقاد واشنطن الدائم الانتهاكات التي ترتكبها بكين في مسألة حقوق الإنسان. ولم يتطرق الرئيس الأميركي الى مسألة التيبيت، في وقت يخشى كثيرون أن تضحي إدارة أوباما بحقوق الإنسان من أجل إقامة علاقات جيدة مع بكين. كذلك اكتفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي سبقت أوباما الى سنغافورة، ببحث مسألة التغيرات المناخية والملفين النوويين لإيران وكوريا الشمالية مع نظيرها الصيني يانغ جيشي، مؤكدة «توافر فرص جديدة لتعزيز العلاقات الصينية - الأميركية ستكشفها زيارة أوباما»، المقررة الى شنغهاي وبكين بدءاً من اليوم. وشهدت قمة «ابيك» لقاء الرئيس الصيني هو جنتاو ممثل تايوان، ليان شان، من دون أن ترشح تفاصيل عن مضمون محادثاتهما، علماً أن ليان كان أمل أول من أمس بأن يوقع الطرفان «قبل نهاية السنة» اتفاقاً للتعاون الاقتصادي، ما يمثل خطوة جديدة على طريق تطبيع العلاقات بينهما. ولا تزال بكين تعتبر تايوان إقليماً منفصلاً، بعدما انشقت عنها قبل 60 سنة. لكن العلاقات تحسنت بينهما منذ وصول ما ينغ جيو الى الحكم في تايبه العام الماضي، علماً انه مؤيد لتوثيق العلاقات مع بكين.