حزن... حزن... حزن. ليس هناك شيء غير الحزن في ما يحكيه الأهالي عن فقيدات جامعة حائل أمس. فقد كانت اثنتان من المتوفيات مخطوبتين وعلى أبواب الزواج. وكان سائق الحافلة المنكوبة عابد عبدالله الرشيدي (29 عاماً) الذي راح ضحية الحادثة هو وشقيقته (أميرة عبدالله الرشيدي) يعول زوجتين إلى جانب شقيقتيه. وكان وقع الفقد أشد صعقاً وألماً بالنسبة إلى والدة الطالبة التي نقلت إلى مستشفى حائل العام، حيث ادخلت قسم العناية المركزة، لكنها توفيت بعد نحو خمس ساعات. وكانت والدتها جاءت إلى المستشفى نفسه لمراجعة طبية روتينية، وفوجئت أثناء انتظار دورها في مقابلة الطبيب بأن ابنتها جثة هامدة في مكان لا يبعد كثيراً عن مكان انتظارها. وأوضح محمد الرشيدي، وهو قريب ثلاث من الطالبات المتوفيات، ل«الحياة» أن الطالبة المتوفاة نجلاء زعل الرشيدي وشقيقتها كانتا تناوبتا الذهاب إلى الجامعة يوماً بعد آخر، كي تبقى إحداهما في خدمة والدتهما المسنة ولتستريح من عناء السفر إلى الجامعة التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن مدينتهن. وكان الذهاب إلى الجامعة أمس من نصيب نجلاء التي فارقت الحياة مع زميلاتها. أما مهنا الرشيدي، والد الطالبة المتوفاة حنان، فكان قد فجع قبل نحو 6 أشهر بوفاة طفلته البالغة من العمر أربعة أعوام بحادثة دهس، وأعقبتها وفاة ابنه (18 عاماً) قبل نحو 3 أشهر في حادثة مرورية أيضاً. وتغيبت إلى جانب شقيقة نجلاء 4 طالبات، إحداهن تأخرت في اللحاق بالحافلة، بينما حالت الأجواء الباردة دون ذهاب ثلاث طالبات أخريات إلى الجامعة فضلن التغيب خشية الإصابة بأعراض البرد المفاجئ الذي حلّ بالحليفة، فكان سبباً لنجاتهن من موت محقق.