شاء قضاء الله أن تودع إحدى الطالبات الحياة، فيما أسهم بقاء شقيقتها في المنزل لخدمة والدتهما المسنة في نجاتها. وأوضح محمد الرشيدي وهو قريب لثلاث من الطالبات المتوفيات ل«الحياة»، أن الطالبة المتوفاة نجلاء زعل الرشيدي وشقيقتها كانتا تناوبتا الذهاب إلى الجامعة يوماً بعد آخر، كي تبقى إحداهما في خدمة والدتهما المسنة، ولتستريح من عناء السفر إلى الجامعة التي تبعد نحو 200 كيلو متر عن مدينتهن، لافتاً إلى أن دور الذهاب إلى الجامعة أمس كان من نصيب نجلاء التي فارقت الحياة مع زميلاتها. وأصيب المسن زعل بليعيس الرشيدي (65 عاماً) بصدمة نفسية بعد تلقيه نبأ وفاة ابنته نجلاء. وذكر هايل الرشيدي وهو أحد أقربائه ل«الحياة» أنه في حال نفسية سيئة بعد تلقيه نبأ وفاة ابنته، مشيراً إلى أن الطالبة الناجية أصيبت بانهيار عصبي عندما علمت بوفاة شقيقتها. وأكد أن مهنا الرشيدي والد الطالبة حنان كان فجع قبل نحو 6 أشهر بوفاة طفلة 4 أعوام بحادثة دهس، ووفاة ابنه (18عاماً) قبل نحو 3 أشهر بحادثة مرورية أيضاً. وتابع: «تغيبت إلى جانب شقيقة نجلاء 4 طالبات أخريات إحداهن وهي ابنة عبدالله ظاهر الرشيدي تأخرت في اللحاق بالحافلة، بينما حالت الأجواء الباردة من دون ذهاب الطالبات الثلاث الأخريات إلى الجامعة، إذ فضلن التغيب خشية الإصابة بأعراض البرد المفاجئ الذي حلّ بالحليفة. وطالب عدد من أهالي منطقة حائل الاهتمام بأرواح الطالبات اللاتي يقطعن مسافات طويلة تصل إلى مسافة 500 كيلومتر ذهاباً وإياباً، داعين إلى التدخل السريع لحل تلك المشكلة، والحد من تكبد الطالبات عناء السفر يومياً لمسافات طويلة، والإسراع في تشغيل طائرات الإسعاف الجوي التابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة. ولم تكن الطالبة أميرة عبدالله الرشيدي (20 عاماً) تعلم حينما أقنعت شقيقها بالعمل في مجال نقل الطالبات، أن مشروعهما سيكتب نهايتهما سوياً. وقال محمد الرشيدي وهو قريب لهما ل«الحياة»: «كانت أميرة تعايش تذمر الطالبات من أزمة النقل، فأقنعت شقيقها عابد (29 عاماً) بالعمل في مشروع النقل، بحيث تكون هي بمثابة المحرم له، وتتكفل بجلب زبائنه من زميلاتها في الجامعة من القرية ذاتها التي يسكناها، لكن مشروعها الذي حاز إعجاب شقيقها وأمن له دخلاً شهرياً يتجاوز 10 آلاف ريال كلفه حياته وحياة شقيقته». وتقضي الطالبة سارة مرزوق الرشيدي (21 عاماً) الأسبوع الثاني من إجازة الأمومة بعد إنجابها طفلها الأول، وتعيش ظروفاً صحيةً سيئة بعد تلقيها خبر وفاة شقيقتها فاطمة (19 عاماً) في الحادثة. وبحسب أحد أشقائها فإنها لن تواصل دراستها في الجامعة نظراً لسوء حالهن النفسية بعد وفاة شقيقتها وزميلاتها اللاتي كن يرافقهن خلال أكثر من عام بشكل يومي خلال ذهابها وعودتها من الجامعة.