تحتفظ عقول البراعم الصغيرات بتفاصيل فاجعة الحريق الذي اندلع في مدرستهم، تلك التفاصيل التي حولت يوماً دراسياً زينه براعم الوطن إلى مأساةٍ حقيقية راحت ضحيتها نفوس بريئة. غادة طفلة ال 11 عاماً هرعت مع زميلاتها للخروج من صفهن في «البدروم» أثناء تلقيهن درس التربية الأسرية، هرباً من الحريق، مستغنياتٍ عن أغراضهن وحقائبهن التي تركنها وراءهن، لتقوم العاملات في المدرسة بإخراجهن بعد سماعهن صفارة الإنذار. وكانت غادة برفقة والدها وأخيها الصغير اللذين وفدا إلى المدرسة «المحترقة» أمس لمعاينة آثار الدمار الذي أصابها، إلا أنهم لم يتمكنوا من معرفة أي شيء، حالهم كحال عدد من الصحافيين الذين حاولوا دخول المدرسة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب سريان التحقيق فيها بوجود عدد من أفراد الدفاع المدني، كما أن عدداً من المعلمات برفقة المديرة كن يدخلن ويخرجن من المدرسة باستمرار. وتابعت غادة التي تنتظم في الدراسة بالصف الخامس الابتدائي، مستذكرةً ما حل بها إبان الحريق: «كنت أعتقد أن هذا الصوت العالي ما هو إلا «مقلب» من زميلاتي من الصفوف الأخرى، إلا أن الأمر كان جدياً، وصعدنا إلى الطابق الأرضي ثم إلى الساحة حتى تمكنا من الخروج من المدرسة». وأضافت: «كان ما زال عددٌ من الطالبات في الطوابق العلوية»، لافتةً إلى أنها رأت أخريات من زميلاتها بملابس مقطعة، فيما لون السواد أيديهن ووجوههن». وقال والدها بندر با قاسي: «عندما وصلت إلى المدرسة حوالى الساعة الواحدة كان الوضع مفجعاً جداً، إذ اكتظ الموقع بسيارات الإسعاف، فيما كانت المروحيات تحوم على سماء المدرسة، وأضاف: «كان أخوها أقرب إليها مني، فسارع إلى تسلمها وإيصالها إلى المنزل».