كما توقّع العديد من النقاد وخبراء التدريب، أن تتأثر مباريات الجولة ال9 من دوري زين السعودي بالتوقف، بسبب مشاركة المنتخب الأول في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، إضافة لحال الإحباط التي واكبت الجماهير الرياضية، بالذات محبي كرة القدم، وهم يتابعون «عجز» المنتخب عن إعلان تأهله للمرحلة المقبلة من التصفيات، لذلك جاءت مباريات هذه الجولة دون الطموح والرغبات، واتسمت بالهدوء الذي وصل إلى البرود في دقائق كثيرة، وكانت المحصلة النهائية هي متابعة مباريات لتأدية الواجب أكثر مما تتابع مباريات مثيرة وحماسية، خصوصاً والدوري يقترب من إغلاق ملف القسم الأول. الشباب والفتح الأفضل يستحق فريقا الشباب والفتح نيل الأفضلية لمباريات هذه الجولة، عقب الجهد الكبير الذي تم بذله من لاعبي الناديين، إضافة إلى تدخلات مدربيهم خلال شوطي المباراة، وتميز شوطا المباراة بالأداء السريع، وكثرة خلق فرص التسجيل من الطرفين، حتى وإن كانت المحصلة التهديفية ضعيفة جداً بهدف ناصر الشمراني مع انطلاق الشوط الثاني، إلا أن ارتطام الكرة في قائم وعارضة المرميين وإبداع حارسي المرمى وليد عبدالله ومحمد شريفي، كان الدليل القاطع على حرص كل فريق على المبادرة بالتسجيل في مرمى منافسه، ويعتبر شوطا المباراة الأسرع رتماً عن بقية مباريات الأندية في هذه الجولة، بالذات من جانب فريق الشباب، الذي تغلب لاعبوه المحليون على أنفسهم كثيراً، وتجاوزا ظروف غياب العنصر الأجنبي في هذه المباراة، حينما أثبتوا جدارتهم بحجز مراكز أساسية في الفريق، وهذا ما قد يحرج مدرب الفريق برودوم في المقبل من المباريات، والفريق يشهد تنافساً ما بين لاعبيه المحليين والأجانب على حجز مقعد أساسي في تشكيلته الرسمية للمباريات. الاتفاق والتألق ما زال نادي الاتفاق يقدم نفسه تنافسياً بشكل مثالي في دوري زين السعودي، وكان فريق التعاون هو ضحيته مع هذه الجولة ال9، حينما وصل عدد الأهداف لخمسة، مستفيداً من عامل «الاستقرار» الذي تشهده تشكيلة الفريق مع المباريات الماضية، إضافة إلى إبداع لاعبيه مع مدرب الفريق برانكو على تقديم فريق «مثالي» يلعب وفق إمكاناته، وتمكن بالتالي من كسب ثلاث نقاط في غاية الأهمية من أمام فريق التعاون، الذي جاهد لاعبوه كثيراً في العودة لأجواء المباراة، إلا أن هذا «الاجتهاد» تعرض لضربة موجعة في هذه المباراة، وهو يواجه فريقاً «منسجماً» يسجل غالبية الكرات الخطرة، التي يصل فيها مهاجموه لمناطق الخطر، فالفريق الاتفاقي لديه أسلحة متنوعة في التهديف، سواء في الكرات المتحركة أو الثابتة، ويعتبر فريق الاتفاق وعقب مباراة التعاون أفضل فريق محلي، يلعب كرة «متوازنة» طوال شوطي المباراة، ولعل معدل إحصاءاته يعطي الدليل على هذا التميز لأبناء فارس الدهناء، فتسجيل هدفين في الشوط الأول أمام التعاون وثلاثة في الشوط الثاني مؤشر حقيقي على «تفوقه» و«تميزه» على منافسه التعاون، واستفادته من الفوارق العديدة مع منافسه. الهلال والاتحاد متشابهان على رغم اختلاف الظروف ما بين الهلال والاتحاد، إلا أنهما تشابها في «الهدوء» لأدائهما وتفاعلهما أمام الأنصار للهلال وأمام الفيصلي للاتحاد، فعلى رغم الفوارق الفنية وفارق الطموح ما بين الهلال والأنصار، إلا أن الهلال لم يستفد من هذه العوامل في وقت باكر، ويحسم أموره من أجل الالتفات لمباراة «الدربي» يوم الخميس المقبل، لذلك ظل الفريق يلعب بكامل قواه، حتى ضمن تسجيل الهدف الثاني مع الدقيقة (47)، وهذا ما جعل المدرب توماس دول يلتفت إلى مباراة الخميس المقبل، ويحذر لاعبيه من الحصول على البطاقات الصفراء، أو الالتحام مع لاعبي الأنصار من أجل المباراة المهمة، لذلك قد تكون للهدوء الهلالي في هذه المباراة أعذاره، وإن كان المنافس لا يمتلك أي بوادر فنية قد تقلب الموازين وتحدث المفاجآت، ولكن في الاتحاد اختلف الأمر حينما اضطر ديمتري للزج بالكثير من البدلاء لمواجهة الفيصلي، وكاد الفريق ينال عقاباً شديداً لو تمكن الفيصلي من معادلة النتيجة ثلاثة في مقابل ثلاثة، عقب تسجيله لهدفين متتالين (61 و63)، بالذات أن الاتحاد كان متقدماً عقب مرور الدقيقة (50) بثلاثة أهداف نظيفة، فالهدوء والاسترخاء الاتحادي لم يكن لهما ما يبررهما سوى ثقة لاعبيه المفرطة، على رغم خروج السعيد مطروداً بالبطاقة الحمراء مع الدقيقة (59)، ويعتبر رد الفعل مع هذا الطرد سلبياً على لاعبي الاتحاد، والهدفان يلجان مرماهم بهفوات من لاعبي لهم من الخبرة والتمرس الشيء الكثير، وتعتبر هذه الجولة للهلال والاتحاد بمثابة تأدية واجب لعب خلالها الناديان مباراتين من دون أي استفزاز حقيقي ومؤثر، وكانت المحصلة فوزاً اتحادياً برباعية في مقابل هدفين وتقدماً هلالياً بهدفين نظيفين. نجران المميز فوز النصر على فريق نجران بثلاثة أهداف في مقابل هدفين لا يلغي إطلاقاً تميز فريق نجران في هذه المباراة، وإبداع لاعبيه على رغم ظروف فريقهم في تقديم أداء مقنع يثبت حسن قراءة مدرب الفريق للمباريات، فالفريق النجراني يواصل تقديم مبارياته المميزة تكتيكياً، إلا أن النتيجة ذهبت عنه في هذه المباراة وتحديداً مع الوقت بدل الضائع (93) ومن كرة ثابتة وفق فيها مهاجم النصر خوان بينو، فمن يتابع فريق نجران لا بد أن يستمتع بسلاسة الأداء وجماعية الفريق، وإبداع بعض لاعبيه بالابتكار واستخدام المهارة الفردية في الوقت المناسب، وبالذات أن العمود الفقري للفريق «مميز جداً» من حراسة مرمى ومروراً بقلب الدفاع شكلام، إلى السوري جهاد الحسين، وانتهاء عند المهاجم دوسلان، فهذا العمود الجيد للفريق أدى لتماسك الفريق، ومنح بقية لاعبيه مزيداً من الثقة والاطمئنان، هذا التميز للاعبي نجران أحرج لاعبي النصر، وأجبرهم على «التسرع» في بناء الهجمات، الذي ضاع معه التركيز المطلوب في التعامل مع الكرات القريبة من مرمى نجران، وما تسجيل النصر لأهدافه الثلاثة من كرات ثابتة إلا دليل على صعوبة الوصول لمرمى نجران في هذه المباراة. الأهلي نجح في مهمته الكثافة الدفاعية التي نصبها مدرب هجر لمهاجمي ووسط الأهلي من أول دقائق المباراة، تسببت في تأخير هز شباك الفريق، وتسببت في «ارتباك» مدرب الأهلي ومن خلفه لاعبو الفريق، الذي ظلوا أغلب دقائق المباراة يلعبون داخل ملعب هجر، ويعتبر وجود 20 لاعباً في هذه المساحة مربكاً لأي فريق يريد تنويع هجماته، والبحث عن منافذ لمرمى الفريق المنافس، فعدد الضربات الركنية للأهلي، وتحديداً الشوط الثاني يعتبر سابقة من الصعب تكرارها، واضطر غاروليم مدرب الأهلي لتغيير طريقة لعب الفريق مع الشوط الثاني، حينما أخرج المهاجم حسن الراهب، وبدأ يستعين بلاعبي وسط أصحاب مهارات فردية، من أجل البحث عن كرات ثابتة قريبة من منطقة ال18، أو البحث عن التوغل من أطراف الملعب، وإرسال الكرات العرضية، وحدث ما كان يخطط له المدرب بأن حضرت مهارة كماتشو في الوقت المناسب، وسجل هدفين من تصويبتين (73و91) أبطلا الحرج الكبير الذي واجهه الأهلي، وألغيا أية مفاجأة كان يخطط لها هجر في هذه المباراة.