قد يكون غريباً لدى الكثيرين أن تظهر حملة لرفع وعي المرأة بالممارسات الانتخابية، ومن يقوم عليها إشرافاً وعملاً هم الرجال، إلا أن مؤسسي حملة «نرفض التهميش» الإلكترونية، لا يجدون ما يستحق الاستغراب، حتى وإن غابت المرأة عن تأسيس حملتهم أو عضويتها، إذ يعتبرون أن لديهم معرفة وخبرة في الشأن الانتخابي، تولّدت من تجاربهم الميدانية في هذا الشأن، خصوصاً أن منهم المرشّح ومن أدار المركز الإعلامي للانتخابات، إضافة إلى من خطط لحملات المرشحين، وبالتالي أرادوا نقل ما لديهم للمرأة السعودية التي لم يسبق لها خوض هذه التجربة، معتبرين هذه الخطوة نوعاً من الشراكة المجتمعية وجزءاً من المواطنة. وذكر باحثون وإعلاميون مشاركون في الحملة أنهم يتفقون على وجود ضعف في وعي كثير من السعوديين بثقافة الانتخاب، ما أفرز عدد من الممارسات السلبية منها ضعف المشاركة والتصويت، إلا أنهم في الوقت ذاته يصفون هذا الأمر بالطبيعي، نظراً لحداثة التجربة الانتخابية في المملكة، مشيرين إلى أن خطاب الملك الذي ألقاه قبل شهرين في مجلس الشورى يعد منطلقاً لهم، واقتبسوا من ذلك الخطاب الذي أسس لإمكان مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية مسمّى لحملتهم، وتحديداً من خلال قول «نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي». وقال المتحدث باسم الحملة يحيى الزهراني ل«الحياة»: «لمسنا من خلال تجربتنا الميدانية في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية، قصوراً ثقافياً من بعض أفراد المجتمع، إذ ظهر ضعف المشاركة والتصويت بناء على توجهات أو انتماءات معينة، ودفعت بنا هذه العوامل إلى تبنّي مثل هذا الطرح، خدمةً للمجتمع وسعياً إلى حث المواطنين عموماً والمرأة خصوصاً على استشعار المسؤولية والمشاركة الجادة في كل ما يُعنى بهم من قضايا على مختلف المستويات، سواء من خلال مجلس الشورى أو المجالس البلدية وغيرها، وانطلاقاً من الخطاب الملكي الذي تم خلاله الإعلان عن خطوة مهمة ضمن كثير من الخطوات الإصلاحية التي انتهجها الملك عبدالله، قمنا بتأسيس حملة نرفض التهميش». وأضاف أن الحملة بحاجة إلى الصبر حتى يتم تقبّلها، كونها لا تزال في بداية خطواتها وتحمل قضية مجتمعية تتمثّل في تغيير نمط ثقافي وبناء سلوك يحث على المشاركة في القرار سواء من الرجل أو المرأة، مشيراً إلى التجربة الأميركية في الحملة الخاصة بربط حزام الأمان، التي تواصلت لمدة 40 عاماً، وأن المؤسسين سيبذلون الجهد للتفاعل مع حملتهم، خصوصاً من النساء الاتي يدعوهن للمشاركة معهم والتعريف بأهمية دور المرأة والإسهام في القضاء على التهميش الذي تشعر به بعض النساء. وقال: «نحن الآن نقوم بجمع وإنتاج وبث محتوى إعلامي وإعلاني وتوعوي متنوع يبصّر المرأة بالانتخابات البلدية وشروطها وأهدافها وتأثيرها في التنمية المحلية، إضافة إلى التركيز على قضايا العمل البلدي مع الاهتمام بغرس وبناء الثقافة الانتخابية وتأصيلها بشكل صحيح، إذ أنشأنا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تحت عنوان (نرفض التهميش) كما تم إطلاق قناة على موقع (يوتيوب)، بجانب الانتشار في عدد من المواقع الاجتماعية الأخرى، ولمسنا تفاعلاً جيداً من الكثيرين، من بينهم عدد من المثقفين والمفكرين».