اسطنبول -»الحياة»، أ ف ب - رويترز - حذرت فرنسا وتركيا أمس من انزلاق سورية إلى الحرب الاهلية بسبب تطورات الامور في ذلك البلد. غير انهما شددتا على أهمية زيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ففيما قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن «آوان الاوصلاح فات» بالنسبة للنظام في دمشق، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إن تركيا ستساعد «المجلس الوطني السوري على تعزيز موقعه من خلال تطوير علاقاته مع الاسرة الدولية والشعب السوري». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي في العاصمة أنقرة أبدى جوبيه تشككه في ان ترد سورية بشكل ايجابي على خطة سلام مقترحة للجامعة العربية، موضحاً: «لا أريد استباق الامور لكنني اشك في ان يوافق النظام» على المبادرة العربية. واوضح جوبيه ان باريس مستعدة للعمل مع المعارضة السورية لكنه دعاها ضمناً إلى عدم استخدام المنشقين عن الجيش لشن هجمات ستؤدي إلى نشوب حرب أهلية في سورية. وقال جوبيه: «نوجه دعوة إلى المعارضة السورية. وهي تجنب الحرب الاهلية.. نأمل ألا يتم تعبئة الجيش فهذه ستكون كارثة». كما اعلن ان «الوقت حان لتشديد العقوبات على النظام السوري الذي لم يستجب للمطالب». وتابع: «الوضع لم يعد محتملا»، وان «مواصلة القمع غير مقبولة... ليس من المنطقي ان يكون مجلس الامن الدولي لم يتحرك بعد في هذا الصدد». وقال: «على رغم كل النداءات التي وجهت الى هذا النظام ليقوم باصلاحات ... لم يستجب للمطالب»، مضيفاً «اعتقد ان الاوان حان لتوحيد جهودنا من اجل تشديد العقوبات». وزاد: «آمل ان يكون المعارضون لصدور قرارات عن مجلس الامن الدولي مدركين للواقع»، في اشارة الى الصين وروسيا. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا تتوقع شكلاً من أشكال التدخل التركي في سورية، قال جوبيه إنه يعارض أي تحرك من جانب واحد. وأضاف: «نحن ضد التدخل من جانب واحد.. إذا نفذ تدخل يجب أن تتخذ الاممالمتحدة القرار. وهذا هو رأي فرنسا دائما». وكان جوبيه قال امس في اختتام محادثات في البرلمان التركي مع رئيس لجنة الشوؤن الخارجية فولكان بوزكير إن «الاوان فات الان» حتى يبقى النظام السوري في الحكم بعدما فشل في تحقيق الاصلاحات التي تطالب بها الاسرة الدولية. من جهته، اعرب داود اوغلو عن أسفه لعدم تحقيق جهود الوساطة التي تبذلها تركيا أي نجاح في سورية. وقال: «بدلا من ان يستمع النظام الى الشعب صوب اسلحته ضده»، معرباً عن تأييده لممارسة ضغوط اكبر على دمشق. وتابع: «القضية الاكثر الحاحاً في الوقت الحالي هي تعزيز الضغوط على سورية لوقف اراقة الدماء... سيدعم هذا خطة الجامعة العربية... إذا لم تنفذ سورية هذه الخطة ستكون هناك حاجة لاتخاذ بعض الاجراءات خاصة العقوبات الاقتصادية». ولدى سؤاله حول ما اذا كانت تركيا تعتزم اقامة منطقة عازلة او فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سورية، اجاب داود اوغلو ان مثل هذا الاجراء ليس مطروحاً في الوقت الحالي، الا انه اضاف ان من الممكن اتخاذ «اجراءات» في المستقبل. كما حذر وزير الخارجية التركي من «مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية» في سورية. وقال داود اوغلو في مقابلة مع «فرانس برس» إن المنشقين عن الجيش السوري «بدأوا بالتحرك في الفترة الاخيرة ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب اهلية». وتابع انه وحتى الان «من الصعب التحدث عن حرب اهلية لان في هذه الحالة هناك جانبان يتحاربان. بينما في الوضع الحالي غالبية السكان يتعرضون لهجمات من قوات الامن. لكن هناك دائما خطر ان يتحول ذلك الى حرب اهلية». وباتت تقع مواجهات متزايدة بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الامن النظامية في مختلف انحاء سورية. وللمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سورية، تعرض مقر للاستخبارات الجوية في ريف دمشق لهجوم فجر الاربعاء بصواريخ اطلقها جنود منشقون الذين لجأ قائدهم العقيد رياض الاسعد الى تركيا. ويضم «الجيش السوري الحر» الذي اعلن مسؤوليته عن الهجوم آلاف الجنود المنشقين عن النظام. ولدى سؤال داود اوغلو حول ما اذا كان الاسعد ادلى بتصريحات سياسية في تركيا، اجاب بان الاسعد استقبل «على اساس انساني» في تركيا. واضاف ان «كل السوريين الفارين من العمليات والمذابح (في سورية) هم ضيوف لدينا». وتابع: «ليس العقيد الاسعد وحده، بل هناك قرابة 8 آلاف سوري يقيمون في تركيا ويتلقون مساعدات على اساس انساني». واشار الى ان بلاده ستساعد المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة على تعزيز موقعه في سورية وفي العالم. وتابع داود اوغلو: «سنساعد المجلس الوطني على تعزيز موقعه من خلال تطوير علاقاته مع الاسرة الدولية والشعب السوري». واضاف: «من المهم في هذه المرحلة ان يكون المجلس الوطني السوري على اتصال مع الشعب السوري ومع الاسرة الدولية وان تكون لديه قاعدة شعبية متينة بصفته هيئة منبثقة من الشعب السوري». واوضح ان تركيا تعترف بالمجلس السوري «كحزب سياسي» ومحاور في الازمة السورية. وكان داود اوغلو التقى مرتين ممثلين عن المجلس السوري الذي تم تأسيسه اثر اجتماعات عدة في تركيا. ولدى سؤاله حول اقامة منطقة عازلة في سورية او منطقة حظر جوي فوق الاراضي السورية لحماية المدنيين، رد داود اوغلو بان مثل هذه القرارات «رهن بتطور الوضع». واضاف: «تركيا لا يمكنها اتخاذ مثل هذا القرار بمفردها، ولا بد من اجماع دولي حول هذه المسائل».