أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إحالة دراسة شاملة إلى الجهات العليا تتضمن تقويم حاجات مختلف مناطق السعودية من مشاريع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار وسبل الحماية من الأضرار التي تواكب هطول أمطار غزيرة على أنحاء البلاد. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية، أحالت أخيراً تقارير موسعة ضمن مشروع «الدراسة» إلى المقام السامي بانتظار صدور الموافقة عليه، حذرت من تعرض الجزيرة العربية لتقلبات مناخية في المستقبل القريب. وأبانت المصادر بهيئة المساحة الجيولوجية أن الدراسة التي تشرف عليها «الأرصاد» تشمل حاجات وتوصيات كل جهة في المناطق كافة، والحاجات المالية التي تتطلبها المشاريع وفق رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز حماية التجمعات السكانية داخل المدن وحصر حاجاتها من المشاريع لضمان فاعلية أكبر في الحماية من خطر السيول. ودافعت المصادر عن أدوار هيئة المساحة الجيولوجية في رصدها لتقلص الخطر الذي يحدق بالمحافظة الساحلية بعد كارثة الأمطار قياساً على المشاريع المنفذة بعدها، وتابعت «كل الإدارات بذلت جهوداً في هذا الاتجاه، ونحن جهة استشارية وليس من مهماتنا رصد المشاريع المنفذة». وأشار ت المصادر إلى أن توجهات مؤسسات الدولة المعنية وقياداتها تسير وفق خطط ترمي إلى تنفيذ مشاريع تقي قدر الإمكان من المخاطر المصاحبة لهطول الأمطار. وقالت: «إن الهيئة جهة حكومية مستقلة تضطلع بأعمال المسح الجيولوجي للتنقيب عن الثروة المعدنية، إضافة إلى إجرائها دراسات عن المخاطر الجيولوجية بمختلف أنواعها (الإنزلاقات الصخرية، السيول، الزلازل والبراكين). وأردفت: «جميع الدراسات التي تجريها تكون ضمن برامجها السنوية المعتمدة من وزارة المالية والتخطيط، ويمكن الحديث عن تفاصيلها بكل وضوح وشفافية من دون أي محاذير عليها، ونعمل من خلالها على إصدار وتوزيع التقارير الخاصة بالدراسة للجهات ذات العلاقة كالجامعات، والجهات الحكومية المختصة مثل وزارات النقل، المياه، والشؤون البلدية والقروية»، وأعتقد أن الدراسات إذا بقيت حبيسة الأدراج والمكاتب، فلن تحقق أي فائدة. وكانت هيئة المساحة، أنهت سابقاً دراستين لحماية شرق جدة (وادي قوس ومشوب وغليل)، سلمتهما إلى أمانة المحافظة، وقالت في تصريحات سابقة: «إن تلك المشاريع كفيلة بدرء مخاطر السيول»، كما أوصت الهيئة بإنشاء خمسة سدود وعبارات لتصريف مياه الأمطار، وذلك من خلال تقنين وحجز المياه من طريق قنوات تصريف محددة، قبل أن يعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل التوقيع مع شركة «أيكوم العالمية» لتنفيذ مشاريع البنى التحتية ودرء أخطار السيول عن المحافظة كافة بقيمة ناهزت ال642 مليون ريال.