حيدت الشركة المسؤولة عن مشروع معالجة الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة «أيكوم العالمية» هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن أي مشاركة في الدراسات والاستشارات الفنية والهندسية للمشاريع المزمع تنفيذها خلال الثلاثة أعوام المقبلة لدرء أخطار السيول عن المحافظة في وقت كشف رئيس هيئة المساحة والجيولوجيا الدكتور زهير نواب توقف هيئته حالياً عن دراسة أي مشروع في هذا الخصوص بعد تكليف الشركة المذكورة وتحميلها المسؤولية. وأكد نواب في تصريح خاص إلى «الحياة» أن ذلك لا يعد تهميشاً لهيئة المساحة الجيولوجية ودراساتها السابقة التي كان آخرها الدراستين اللتين سلمتهما لأمانة جدة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، وقال: «إن الشركة التي رسا عليها مشروع معالجة الأمطار وتصريف السيول والبنية التحتية للمحافظة (أيكوم العالمية) هي المسؤولة»، واستدرك بالقول: «في حال تقدمت الشركة بطلب دراسات أو استشارات فإننا على استعداد تام للتعاون معها». وأضاف: «صرفت الدولة مبالغ كبيرة على معالجة وضع المدينة الساحلية ومشكلاتها مع الأمطار، ونحن في اللجنة نتابع هذا الشيء، ونطالب المواطنين بالانتظار والصبر ثلاثة أعوام فقط وسيجدون «جدة غير» فعلاً، إذ إن المشاريع التي وضع لها حجر الأساس في المحافظة ستغير وجه العروس إلى الأفضل». وفي ما يتعلق بطلب «الهيئة» من «أمانة جدة» في وقت سابق تعميدها بإجراء دراسات جديدة للمناطق الواقع شمال المحافظة وطرق حمايتها من أخطار السيول المحتملة بعد إنهاء دراستي «شرق جدة»، أشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إلى أنه لا يوجد لدى الهيئة حالياً أي دراسة جديدة، وتابع: «الدراسات التي سلمناها للأمانة عن شرق جدة تتعلق بمشاريع تعمل الأمانة على تنفيذها وهي ليست متعلقة بالشركة»، مؤكداً في الإطار ذاته أن الهيئة بصفتها الجهة العلمية الوحيدة التي تقدم دراسات للدولة هي المخولة بتقديم الدراسات «الجيولوجية» في مختلف مناطق المملكة. وزاد: «الهاجس من خطر الأمطار والسيول لا يزال موجوداً لكن المفترض أن لا يتطور إلى مرحلة الذعر»، لافتاً إلى أن المشاريع التي تنفذها الشركة ستغير الوضع بشكل أفضل خلال الثلاثة أعوام المقبلة. وكانت هيئة المساحة أنهت سابقاً دراستين لحماية شرق المدينة الساحلية «وادي قوس ومشوب وغليل»، سلمتهما إلى أمانة المحافظة، وقالت في تصريحات سابقة: «إن تلك المشاريع كفيلة بدرء مخاطر السيول»، كما أوصت الهيئة بإنشاء خمسة سدود وعبارات لتصريف مياه الأمطار، وذلك من خلال تقنين وحجز المياه من طريق قنوات تصريف محددة، قبل أن يعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل التوقيع مع «شركة أيكوم العالمية» لتنفيذ مشاريع البنى التحتية ودرء أخطار السيول عن المحافظة كافة بقيمة ناهزت ال642 مليون ريال.